نهاية أسبوع على وقع فضائح التحكيم الإفريقي صنع التحكيم الإفريقي الحدث في نهاية الأسبوع الفارط، بارتكابه أخطاء فادحة حددت النتائج النهائية لعديد مباريات الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم روسيا 2018، بدءا باحتساب هدف للمنتخب النيجيري من وضعية تسلل أمام منتخبنا الوطني، مرورا بحرمان المنتخب الليبي من هدف في الديربي المغاربي أمام نسور قرطاج، والإعلان عن ضربة جزاء خيالية ضد أسود التيرانغا لفائدة البافانا بافانا، وغيرها من الهفوات والزلات التي أعادت قضية التحكيم الإفريقي إلى السطح، في منعرج هام وحاسم من التصفيات القارية. ورغم أن التعيينات الخاصة بلقاءات تصفيات مونديال روسيا (منطقة إفريقيا)، تتم على مستوى لجنة التحكيم التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، إلا أن الظروف التي تجرى فيها المقابلات، من ضغوطات مختلفة الأشكال إلى محاولات شراء الذمم إلى المحاباة والدخول في متاهة الحسابات، جميعها عوامل عادة ما تتحكم في تحديد نتائج المواعيد الكروية، و لا أدل على ذلك بإحالة عديد الحكام على الثلاجة في محاولة لذر الغبار في العيون، و السعي للظهور في ثوب الرادع لكل ما يمس بأخلاقيات اللعبة، ومن ذلك أن إسناد لجنة التحكيم التابعة للفيفا الغامبي باكاري غاساما لإدارة قمة المجموعة الثانية بين نسور نيجيريا والخضر، جاء لتعويض الحكم السوداني الفاضل الحسين الذي أحيل على الثلاجة، بسبب الخطأ التقديري الذي ارتكبه في مقابلة غانا و أوغندا في الجولة الأولى من التصفيات، كما أن واقع الميادين الإفريقية أكد بأن تعيين أفضل حكم إفريقي على رأس طاقم متعدد الجنسيات، غير كاف لضمان الحياد والسير الحسن للمباريات، حيث تسبب هذا الطاقم «الكفء» في احتساب هدف ثان للنسور، رغم تواجد مسجله جان أوبي ميكال في وضعية تسلل واضحة أثارت انتباه اللاعب وباقي المتواجدين فوق المستطيل الأخضر، بدليل أن قائد النسور توقف ونظر في جميع الاتجاهات قبل أن يحصل على الضوء الأخضر بالتسجيل وإعلان الأفراح في أرجاء الملعب، وعلى النقيض من ذلك حرم المنتخب الليبي من هدف «شرعي» في الديربي المغاربي الذي جمعه بالمنتخب التونسي في ملعب عمر حمادي، حيث بينت الكاميرا وعدسات المصورين أن اللاعب سالتو الذي هز شباك المثلوتي برأسية كان في وضعية صحيحة، وهو الخطأ الذي زادت جسامته بعد توقيع النسور لهدف كان كافيا لخطف نقاط الفوز، وعلاوة على تعرض المنتخبين للإعلان عن وضعيات تسلل وهمية، وحرمان كليهما من ضربة جزاء، ما جعل مسؤولي المنتخب الليبي يرفعون رسالة احتجاج. ومن أبرز الأخطاء التي تم رصدها بعد إسدال الستار على مجريات الجولة الثانية، إعلان الحكم جوزيف لامبتي عن ضربة جزاء «خيالية»، بحجة لمس باليد غير موجود، سمحت لمنتخب جنوب إفريقيا افتتاح باب التسجيل، وسط احتجاجات لاعبي و مؤطري أسود التيرانغا الذين قرروا الاحتجاج رسميا. و من جهته أثار الإعلان عن ضربة جزاء للمنتخب الكاميروني في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول لمباراة الأسود الجموحة أمام زامبيا جدلا واسعا، كما هو الحال عند احتساب ذات الحكم لست دقائق وقت بدل ضائع، ما جعله محل اتهام بالتحيز لمنتخب رئيس الكاف عيسى حياتو. أما آخر طاقم أثار الاحتجاجات فهو الذي قاده الغابوني ايريك أوتوغو كاستاني الذي أدار لقاء الفراعنة وغانا، نتيجة حرمانه الغانيين من لعب الوقت البديل بعد تعمد الحارس الحضري تضييع الوقت. أخطاء ومهازل تعيد إلى الأذهان «المجازر» التحكيمية التي كادت تحرمنا من المونديال في النسختين السابقتين، رفقة الحكم الموريسي سيشورن أمام رواندا في تشاكر 2009، و الزامبي جاني سيكازوي أمام بوركينافاسو 2013.