"الناتو" ينوي البقاء في ليبيا 60 عاما بعد الإطاحة بنظام القذافي أعلن الأمين العالم للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أول أمس، أن الناتو سيلعب دورا رئيسيا في مرحلة ما بعد القذافي في ليبيا وأيضا في أفغانستان بعد وقف عمليات القتال هناك. ورجّح راسموسن في تصريح له بواشنطن بقاء قوات الحلف الأطلسي في ليبيا ل60 عاما، ونقلت وكالة "فرانس برس" قوله في هذا السياق أنه يمكن للناتو أن يلعب دورا في ليبيا "عن طريق مساعدة الحكومة الجديدة في الانتقال إلى المرحلة الديمقراطية، بعد الإطاحة بنظام القذافي"، وهو ما سيتم حسبه بنقل "القطاعين العسكري والأمني إلى سيطرة مؤسسات ديمقراطية"، كما توقع أن لا يتم الانسحاب من أفغانستان انسحابا كاملا قبل عامي 2014 أو 2015، وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي عن ارتياحه لنتائج الغارات التي شنتها طائرات الحلف في ليبيا . وفي المقابل قال رئيس وزراء النرويج ينس شتولتنبرج أمس الجمعة أن حل أزمة ليبيا سياسي أكثر منه عسكري، وأن الصرّاع الدامي في ليبيا يجب أن يستند إلى التحرك السياسي وليس مجرد القوة العسكرية، وأضاف أن بلاده تدعم كثيرا كل الجهود للتوصل إلى حل سياسي لم تواجهه ليبيا، كما تعهدت حكومة النرويج هذا الأسبوع بتقليص دورها في الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي بليبيا بعد انقضاء أجل التزامها الحالي وهو ثلاثة شهور يوم 24 جوان المقبل. وفي الوضع الميداني أفاد التلفزيون الليبي أن عددا كبيرا من المدنيين قتلوا أمس الجمعة بعد تعرض بيت للضيافة بمدينة البريقة لقصف طائرات حلف شمال الأطلسي، ونقل التلفزيون عن مصدر عسكري قوله أن بيت الضيافة الخاص بإقامة فعاليات مسيرة لم الشمل تعرض ل "عدوان التحالف الاستعماري الصليبي مما أدى إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين وجرح عدد آخر"، وذكر التلفزيون أن ما لا يقل عن 16 شخصا قتلوا وأصيب 40 آخرون وعرض لقطات لتسع جثث على الأقل. ويأتي ذلك في وقت طلب مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي الذي شكلته المعارضة المسلحة محمود جبريل الخميس من الولاياتالمتحدة الاعتراف رسميا بهم كممثل وحيد لشعب الليبي وذلك عشية محادثات سيجريها في البيت الأبيض، وعلى عكس فرنسا وايطاليا وقطر وغامبيا، فإن الولاياتالمتحدة لم تعترف رسميا بالمجلس الانتقالي "مقره بأنه الممثل الشرعي للشعب الليبي . وقد كشفت وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أول أمس أن العمليات العسكرية في ليبيا كلفت الولاياتالمتحدة حوالي 750 مليون دولار وهو ما اعتبره أكثر مما توقعه البنتاغون، وتابع أن هذه الكلفة الاضافية ستؤمن من ميزانية الدفاع ولن تتطلب تصويتا إضافيا في الكونغرس. وبلغت التكاليف في الرابع من أفريل أي بعد ثلاثة أيام على نقل قيادة العمليات من الولاياتالمتحدة إلى الحلف الأطلسي، 608 ملايين دولار منذ بدئها في 19 مارس، وتوقعت وزارة الدفاع الأمريكية ميزانية إضافية من حوالي 40 مليون لكل شهر من العمليات، ومنذ مطلع أفريل تلعب الولاياتالمتحدة دورا داعما لعمليات الحلف الأطلسي ولا سيما عبر طائرات التموين وخدمة التشويش، وذلك بعد أن عاد الأميركيون للمساهمة في الضربات الجوية في 21 أفريل عبر طائرتين من دون طيار من طراز "بريديتور".