حدد رئيس الفاف محمد روراوة مباريات الدور ربع النهائي لكأس الجمهورية للموسم الجاري، موعدا مبدئيا للشروع في تنفيذ المخطط الرامي إلى إدارة كل لقاء بطاقم تحكيم موسع يتشكل من 6 حكام كتجربة أولية، على أن يتم تقييم نتائجها ميدانيا، تمهيدا لإعتمادها إما في الثلث الأخير لبطولة الرابطة المحترفة الأولى للموسم الجاري، أو بداية من الموسم القادم على أقصى تقدير. هذا ما كشف عنه للنصر مصدر جد مقرب من الفاف، و الذي أوضح بأن رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم خليل حموم لمح إلى هذه الخطوة خلال الاجتماع مع رؤساء اللجان الجهوية والولائية، على هامش الجلسات التكوينية التي نظمتها الإتحادية لفائدة مكوني سلك التحكيم على اختلاف تخصصاتهم بمركز تيكجدة، بتأطير من المكون الموريسي ليم كي شونغ المعتمد من طرف الفيفا، حيث كشف حموم عن البرنامج الذي يعتزم تجسيده على المديين القصير والمتوسط، والتمهيد لدخول تجربة التحكيم السداسي بالجزائر لمسايرة الإمكانيات التي يسعى رئيس الفاف لتوفيرها، من أجل المساهمة في تطوير مستوى الحكام، و منحهم الفرصة لتشريف الصفارة الجزائرية قاريا ودوليا. وحسب ذات المصدر، فإن حديث حموم عن هذا المشروع وموعد دخوله حيز التطبيق الميداني ولو من باب التجربة، كان في رده عن أسئلة تتعلق بالكيفية التي سيتعامل بها مع العدد الهائل من حكام النخبة، والذي تزايد بعد برمجة إختبارات تطبيقية لدفعة تتشكل من 59 حكما شابا، بغية الالتحاق بمصاف الفيدراليين، فكان التأكيد منه على أن رئيس الفاف منحه الضوء الأخضر لتعيين طاقم من 6 حكام، في لقاءات ربع نهائي كأس الجزائر للموسم الحالي، الأمر الذي يبقي الاتحادية- كما قال- بحاجة إلى عدد آخر من حكام النخبة، لأن تغطية لقاءات الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني دفعة واحدة، يتطلب توفير 96 حكما في كل جولة. وتحسبا لهذا الإجراء فإن اللجنة الفيدرالية للتحكيم تعتزم تخصيص جزء من برنامج التربص المقرر نهاية مرحلة الذهاب، لرسكلة الحكام على دور الحكمين الإضافيين، وتموقع كل واحد منهما خلف خط المرمى، لتكون بذلك الجزائر من أول البلدان في القارة السمراء، التي ستشرع في العمل بطاقم تحكيم سداسي، بعدما كانت الفاف منذ 3 سنوات قد اقتنت لحكام النخبة سماعات جد متطورة وكذا البخاخات، في محاولة لتطوير التحكيم الجزائري على جميع الأصعدة. كما أكد مصدر النصر بأن حموم لمح إلى إمكانية قيامه بثورة واسعة في قائمة الحكام، في النصف الثاني من بطولة الموسم الجاري، وذلك بإعطاء الفرصة لمجموعة من الحكام الشبان لإدارة مباريات بطولة الرابطة المحترفة، وبالتالي تخفيف الضغط عن الأسماء التي تعودت على تسجيل حضورها بصورة شبه منتظمة في كل جولة من المنافسة، في محاولة لامتصاص موجة غضب رؤساء الأندية، ولو أن المؤشرات الأولية لبرنامج التغيير ارتسمت بتعيين الحكم إلياس بوكواسة، لإدارة الديربي بين بلوزداد والحراش في الجولة الماضية، وهذا بعد شهر فقط من إجرائه الإختبار التطبيقي لنيل الشارة الفيدرالية، وكذلك الشأن بالنسبة للحكمين قموح وبوعبد الله. بالموازاة مع ذلك كشف نفس المصدر بأن حموم استغل فرصة هذه الدورات التكوينية للإعلان عن تعديل تركيبة اللجنة الفيدرالية للتحكيم، حيث عاد الحكم الفيدرالي السابق ياسين حمزاوي إلى الطاقم الإداري للجنة، بعدما كان قد انسحب منذ نحو 18 شهرا، في حين تم تعيين رشيد بلحوة كنائب لرئيس اللجنة رفقة توفيق مزاري، على أن يتولى الأخير مهمة تعيين الحكام، ويحتفظ حموم بحق مراقبة التعيينات، بينما أسندت رئاسة اللجنة الفرعية المكلفة بالتكوين والامتحانات والمسابقات للحكمة الدولية السابقة ثليجة مولة، بمساعدة سعيد بوبراد، الذي سيشرف أيضا على متابعة تعيينات حكام مباريات بطولة كرة القدم النسوية. كما كلف حموم الحكم الدولي السابق محمد لمين بن عيسى بمتابعة برنامج تكوين الحكام الشبان «دفعة الامتياز»، للارتقاء إلى مصاف الفيدراليين، في حين أسند ملف مراقبي الحكام لمختار أمالو، ليكون فاروق وشان رئيسا للجنة الفرعية الخاصة بحكام كرة القدم داخل القاعة.وخلص مصدر النصر إلى التأكيد بأن رئيس الفاف منح حموم بطاقة بيضاء في تسيير لجنة التحكيم، بعد الأزمة التي كانت قد طفت على السطح مؤخرا، إثر التباين في وجهات النظر بين بعض الأعضاء، ما دفع بعبد الرحمان بوسناجي ثم رضا غزال إلى الإعلان عن انسحابهما من اللجنة، لكن روراوة أعاد في نهاية المطاف غزال إلى منصبه الأصلي ضمن الطاقم الإداري للفاف، والاكتفاء بإبقاء السيدة عبدي كمسؤولة على الشؤون الإدارية للجنة الفيدرالية للتحكيم.