كشف مصدر جد مقرب من المكتب الفدرالي ظهيرة أمس للنصر أن رئيس الفاف محمد روراوة عمد إلى التزكية المسبقة لخليل حموم، من أجل مواصلة مهامه بصفة منتظمة على رأس اللجنة الفدرالية للتحكيم الموسم القادم، مع تلميحه إلى إمكانية إدخال بعض التعديلات على تركيبة هذه اللجنة، وهذا في رد فعل أولي من رئيس الإتحادية على موجة الغليان المتصاعدة على الحكام في نهاية الموسم الجاري. مصدر النصر أوضح في هذا الصدد بأن الأخبار التي راجت مؤخرا، و التي تحدثت عن إقدام الفاف على تعليق مهام عضوين من لجنة التحكيم، تبقى مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، لأن حموم إرتأى الإحتفاظ بكامل طاقمه إلى غاية نهاية الموسم، رغم أن ذات المصدر أشار في نفس السياق إلى أن تحريات معمقة تقوم بها اللجنة في قضية تسريب تعيينات، بعد الإشتباه في ضلوع عضو اللجنة ياسين حمزاوي فيها، على خلفية الشكوى التي تقدمت بها إدارة جمعية مغنية إلى رئيس اللجنة الفدرالية للتحكيم ضد هذا العضو، و إتهامه بتسريب أسماء طاقم التحكيم الذي أسندت له مهمة إدارة مباراة شباب الحناية و نادي قير في إطار الجولة 27 من بطولة ما بين الجهات، لأن جمعية مغنية كانت تتنافس مع الحناية على ورقة الصعود في المجموعة الغربية، و قد ثبت بأن الطاقم الذي وردت أسماء أفراده في الشكوى هو الذي أدار فعلا هذه المقابلة، الأمر الذي فتح باب الشكوك على مصراعيه، سيما وأن حموم كان قد ألح على ضرورة إلتزام السرية التامة في تعيينات الحكام، خلال الجولات الست الأخيرة من مختلف البطولات. إلى ذلك أشار ذات المصدر إلى أن قضية لقاء أتلتيك القبة و إتحاد سطيف تبقى من أثقل الملفات التي ما تزال على طاولة حموم للنظر فيها، بصرف النظر عن قرار الرابطة القاضي بإعتماد خسارة «القرونة» على البساط، بسبب رفض مسيريها فكرة إجراء لقاء هام و مصيري بحكم متطوع من الجزائر العاصمة، لأن الكثير من التساؤلات تبقى مطروحة حول مبررات الحكم نبيل بوخالفة لغيابه عن هذه المقابلة، بعدم تلقيه رسالة عبر البريد الإلكتروني من العضو المكلف منير دبيشي، رغم أن هذا الأخير أكد في التقرير الذي أعده بسبب هذا الملف بأنه أرسل التعيينات إلى جميع الحكام، لكن الملفت للإنتباه أن تلك الجولة عرفت غياب 5 طواقم تحكيم عن لقاءات بطولتي وطني الهواة و قسم ما بين الرابطات. وأضاف مصدرنا بأن هذه الهفوات جعلت حموم يسارع إلى أخذ جملة من التدابير الاستعجالية، من أبرزها تكليف عضو من الطاقم الإداري للجنة بمهمة إرسال التعيينات للحكام في نهاية كل أسبوع، مع إلزام كل حكم بالرد على الرسالة التي تصله و ذلك بتأكيد علمه بالتعيين، فضلا عن توسيع دائرة الإشعار من الحكام الرئيسيين إلى الحكام المساعدين، مع تحميل كامل الطاقم المسؤولية في حال تسريب المعلومة، ولو أن حموم تجاهل ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام منتصف الأسبوع الجاري بخصوص تلقي مسيري شباب قسنطينة معلومات مسبقة عن تعيين الحكم عراب لإدارة لقاء فريقهم ضد مولودية الجزائر، سيما بعد التوصيات التي تلقاها من روراوة و التي يشترط فيها الدليل المادي، لتفادي «سيناريو» قضية الحكم المساعد رزقان و إقدامه على طلب رشوة، مع الإعتماد على تسجيل صوتي لإثبات التهمة الموجهة له. و حسب مصدر النصر فإن الاشتباه في إقدام العضو ياسين حمزاوي على تسريب تعيينات قبل مباراة في بطولة ما بين الجهات، و ملف إتحاد سطيف وضعتا للدراسة على طاولة رئيس الفاف، خاصة بعد الزيارة الميدانية التي قادت روراوة إلى سطيف نهاية الأسبوع المنصرم و إلتقائه بممثلين عن إدارة «القرونة»، حيث وعدهم بإعادة النظر في القضية من خلال إلمامه بكامل حيثياتها، في الوقت الذي أعطى فيه توجيهات لرئيس لجنة التحكيم خليل حموم تقضي بإعادة هيكلة لجنته بكفاءات قادرة على تقديم الإضافة المطلوبة. و خلص مصدرنا إلى التأكيد على أن أول إسم تقرر إدراجه ضمن اللجنة الفيدرالية للتحكيم الموسم القادم هو الحكم الدولي محمد بيشاري الذي سيعلق الصفارة و يعتزل بعد نحو 10 أيام تزامنا مع نهاية الموسم الحالي، حيث سيكون بمثابة النائب الأول لحموم على رأس لجنة التحكيم، مقابل ترسيم تنحية 3 أعضاء من اللجنة التي إشتغلت طيلة هذا الموسم.