دعوة إلى إعادة قراءة أفكار فرحات عباس دون مواقف مسبقة دعا أمس مشاركون في ملتقى حول المناضل فرحات عباس بجيجل، إلى إعادة قراءة أفكار المناضل بموضوعية و بدون ذاتية مفرطة أو حزازات، والعمل على تلقين الجيل الصاعد بعض المساعي الحقيقية، و الأهداف النبيلة لرئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، الذي حمل أفكارا استطاع قليلون استيعابها و فهمها فهما جيدا، لكونه كان رجل دولة، حاول أن يحارب المستعمر بسلاحه النضالي انطلاقا من موقفه الثابت حول قضية الهوية الوطنية، و مطالبته بتعلم اللغة العربية و الحفاظ على تعاليم الدين الإسلامي طوال مراحل نضاله السياسي. و ذكر متدخلون خلال الملتقى أن فهم أفكار فرحات عباس اختلط على الكثيرين الذين لم يستوعبوا ما كان يصبو إليه الرجل، و أشار آخرون أنه لابد من العمل على استرجاع البعض من مآثره، كنخبة من النخب التي دعت إلى الديمقراطية و التعددية، و لابد من فهم أفكاره و العمل بها كمرجعية جزائرية. و أوضح الأستاذ عزالدين معزة من جامعة جيجل أن فرحات عباس، كانت له نظرة استشرافية، من خلال حمله لمشروع برنامج وفق خطة منهجية للتحرر و الدفاع عن كرامة الشعب الجزائري، يتم تحقيقه عبر مراحل، حيث حاول في المرحلة الأولى جعل الجزائري متحررا ثقافيا، و بعد أن يصبح الفرد الجزائري متشبع ثقافيا، تأتي المرحلة التي لابد أن يتم العمل عليها في تلك الظروف في الحقبة الاستعمارية، و القاضية بضرورة التحرر الاجتماعي و الاقتصادي للفرد الجزائري، لتأتي فيما بعد مرحلة التحرر السياسي و بناء وطن خارج فرنسا، حسب ما أوضح الأستاذ المحاضر، الذي أشار أن فرحات عباس حمل معه مشروعه لسنوات مشيرا بأن رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة الراحل كان يحاول فهم الواقع و متطلباته، و ظروف الشعب الجزائري التي كانت تقتضي سياسية واقعية للطبيعة المعاشة آنذاك، و أضاف أنه كان يكره العنف و لا يحب الظلم، و هي الفلسفة التي لم يستطيع الكثيرون فهمها، كما أنه يفهم الجزائري و ظروف عيشه في ظل الظلم الاستعماري.