شارك المخرج هارون الكيلاني و فرقته مسرح الأغواط مؤخرا، بالطبعة الثانية لمهرجان مسرح الصحراء بالشارقة، أين قدموا لوحة طقسية متنوعة عن يوميات حياة الرحل بمنطقة الأغواط، و التي اختاروا لها شعار «المسرح بين التصوّف و الصحراء». هارون الكيلاني قال للنصر، عقب عودته من الشارقة ،بأن تجربة «مهرجان مسرح الصحراء» التي بادر إلى تأسيسها الشيخ محمد بن سلطان القاسمي، منحتهم الفرصة لإبراز خصوصية مسرح الجنوب، كما ساهمت في نظره ، في إخراج المسرح العربي من العلبة الإيطالية و التفتح على فضاءات أخرى جديدة ملهمة ، و قال أن اختيار محور مسرح الصحراء كان موفقا، باعتباره فضاء واسعا للبحث عن ملامح أخرى للمسرح العربي و تباحث أمور و قضايا أخرى ذات صلة بالديكور و التمثيل وغيرها من النقاط التي تمت مناقشتها وتبادل الآراء بخصوصها. و قد قدمت فرقة مسرح الأغواط، مدعومة بعدد من الراقصين الفلكلوريين من جمعية «بارود الأغواطي»، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى خمسينيات القرن الماضي، عرضا طقسيا يحمل الكثير من الفولكلور و التراث، رسموا من خلاله ملخصا عن يوميات المواطن الرحال بمنطقة الأغواط، و لمحة عن حياته و طريقة عيشه و تأديته لمناسكه، و كل ما يتعلّق بعاداته و تقاليده و الممارسات الروحانية و كذا جلسات المسامرة الليلية من شدو و سماع صوفي، و طقوس متنوعة كاستجداء المطر و غيرها من الطقوس التي راقت الحضور، حسبه، مؤكدا بأن العرض تضمن عادات عربية و بربرية أيضا.و قد حرص عناصر الفرقة على الظهور بالزي التقليدي الذي يتميّز به الجنوب الجزائري و المتقارب مع الزي الإفريقي، و محاولة إبراز خصوصية ذلك طيلة المهرجان، مثلما ذكر. المشاركون الذين تراوحت أعمارهم بين 13 عاما فما فوق، تمكنوا من استقطاب اهتمام الجمهور الذي حضر العرض بقوة، حيث أكد رئيس البعثة بأن «المسرح بين التصوّف و الصحراء» تابعه ما يفوق عن 1300 متابع، شكل الجمهور من الجالية الجزائرية المقيمة بالشارقة نسبة مهمة منه. و عن جديده كشف المخرج هارون الكيلاني بأنه بصدد التحضير لعرض مسرحية «طريق الشيطان» التي ينوي تسجيلها بالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، قبل عرضها لما تحمله، حسبه، من أبعاد جديدة في المسرح. الفنان تحدث أيضا عن عمله الثاني «صهيل» الذي كان من المتوقع عرضه بداية الشهر الجاري، لولا مواجهة الفرقة لعراقيل، أكد بأنه سيتحدث عنها لاحقا في ندوة صحفية سينشطها قريبا، و هو العمل الذي حمل في البداية عنوان»خيانة في صدور» للكاتب الشاعر إبراهيم الخليل حمامة. وبخصوص تجربته السينمائية الجديدة، أكد أنه و أعضاء فرقته بانتظار أجهزة خاصة بالتصوير الليلي لمواصلة العمل الذي كانوا قد انطلقوا فيه منذ مدة والمتعلّق بفيلم»حديث الصمت».