سعر قارورة الغاز يتعدى 800 دينارا بالشريط الحدودي في الطارف يشتكي عدد من سكان المناطق الحدودية بالطارف، مع موجة التساقط الأخيرة من ندرة في قارورات غاز البوتان، التي بلغ سعرها في بعض مناطق الشريط الحدودي 800 دينار، بسبب ممارسات المضاربة السلبية حسبهم من قبل بعض التجار والموزعين، و هو ما أدى إلى التهاب أسعارها و دفع بالبعض إلى الاحتطاب من جديد لتوفير التدفئة و وسائل الطهي. بينما أرجعت مصادر مسؤولة سبب الندرة إلى قلة عدد نقاط التوزيع المعتمدة و ذكر بعض المواطنين في اتصالهم مع النصر حجم المعاناة اليومية التي يتكبدونها من أجل الظفر بقارورة غاز، وهي المشكلة التي باتت بمثابة الهاجس الذي يؤرقهم حتى أنهم اضطروا منع أطفالهم عن الدراسة من أجل التفرغ للبحث عن قارورات غاز البوتان، فيما دفعت الحاجة بآخرين التنقل إلى البلديات الحضرية على بعد 30 و 50 كلم من أجل جلب قارورات غاز البوتان من محطات نفطال و نقاط البيع التي تعرف تذبذبا في التمون بهذه المادة، و هو ما أفرز طوابير طويلة أمام نقاط البيع لساعات في انتظار وصول شاحنات مؤسسة نفطال. وأوضح عدد من السكان بأن الكميات التي تصل إلى مناطق الشريط الحدودي لا تلبي الحاجة و سرعان ما تنفذ بسبب تزايد الطلب و دخول هذه المادة الحيوية قائمة التهريب بقوة، حيث باتت الكميات التي تصل هذه المنطقة في قبضة المهربين وسرعان ما يتم إعادة شحنها على متن السيارات النفعية لتأخذ طريقها غلى ما رواء الحدود. في حين قالت مصادر مسؤولة بأن نقص قارورات غاز البوتان بالمناطق الحدودية مرده غياب نقاط البيع، التي توقفت جلها على النشاط في السنوات الأخيرة بحجة ضعف مردودية هذا النشاط، إلى جانب رفض العاطلين الشباب الاستفادة من جهاز دعم التشغيل بخلق مؤسسات مصغرة تتكفل بتوزيع هذه المادة. في حين تعمل فيه البلديات المعنية بالتنسيق مع مؤسسة نفطال على التكفل بعملية تزويد المناطق الحدودية بقارورات غاز البوتان للتقليص من حجم التهريب، حيث تشير الإحصائيات أن 70 بالمائة من الكمية الموزعة تأخذ وجهتها إلى ما وراء الحدود حيث تزايد الطلب عليها في البلد المجاور. من جهتها أفادت مديرية الطاقة عن توفر الولاية على مخزون هائل من قارورات غاز البوتان، إضافة إلى لجوء وحدة التعبئة بالمطروحة للعمل بنظام التناوب من أجل ضمان تلبية حاجيات السكان بهذه المادة، و أرجعت ذات المصالح المشكلة إلى توقف الموزعين عن النشاط في غياب تحفيز الشباب البطال من سكان المناطق الحدودية على إنشاء مؤسسات تتكفل بتوزيع غاز البوتان، إلى جانب تقاعس البلديات في تجنيد وسائل النقل بما فيها وسائل الخواص لدعم حاجيات السكان من هذه المادة في هذا الفترة الصعبة حيث موجة البرد التي تجتاح المنطقة. وأشارت المصالح المعنية أن أزمة غاز البوتان في طريقها للحل بعد استفادة ثماني بلديات بمشاريع الربط بغاز المدينة، حيث تم مؤخرا تشغيل الشبكة عبر أربع بلديات وهي بوحجار، الزيتونة، عين الكرمة و العيون في انتظار البقية التي ستوضع بها الشبكة حيز الخدمة قبل نهاية الثلاثي الأول من السنة الجاري. و أشارت المصالح المعنية إلى عزوف السكان على ربط منازلهم بشبكة توزيع الغاز الطبيعي بحجة ارتفاع المصاريف، حيث لم تتعد نسبة الربط 30 بالمائة من السكان في مناطق الشريط الحدودي، رغم حجم الاستثمارات الضخمة المرصودة لمشاريع التوزيع العمومي للغاز.