استهل المنتخب الوطني العام الجديد على وقع حصيلة هزيلة في النسخة الواحدة والثلاثين من نهائيات كأس أمم إفريقيا، نتاج فشله في تخطي الدور الأول وعودته من الغابون بتعادلين وخسارة ضربت الخضر في مقتل، وأعادت القائمين على شؤون كرتنا خطوات إلى الوراء، على اعتبار أن رحيل جورج ليكنس مهندس الجراح والخيبا، وحتم على الرجل الأول في بيت دالي براهيم البحث عن ربان جديد لسفينة الخضر، على بعد خمسة أشهر من دخول معترك تصفيات كان 2019، و ثمانية من العودة إلى تصفيات مونديال روسيا 2018. ولئن تشابهت خيبة الغابون مع نكسة جنوب إفريقيا 2013، فإن لذلك تفسير وحيد وهو أننا لا نستوعب الدروس ونقع في نفس الأخطاء، ما يجعل صعود الخضر على منصات التتويج القاري مؤجلا إلى مواعيد لاحقة، فالتقني البلجيكي الذي صنع الحدث في الساعات الأخيرة الماضية، وسرق الأضواء من اللاعبين، بإقدامه على رمي المنشفة ومغادرته العارضة الفنية الوطنية بعد ثلاثة أشهر من تولي المقاليد الفنية للمنتخب، الذي فقد تحت إشرافه الهوية والهيبة وتحول في ظرف وجيز إلى تشكيلة مشتتة الصفوف، تفتقد إلى مقومات النجاح والتفوق التي صنعت مجدها في الست سنوات الماضية، ورغم أن الاستقالة تمت بالتراضي وخلصت الفاف والجزائريين من تقني فشل في تحقيق الأهداف، إلا أنها جاءت بعد أن خلف هذا الناخب جرحا عميقا في جسد المنتخب وأتى على معنويات المجموعة، التي افتقدت تحت إمرة ليكنس إلى الروح و»القرينطة» التي أعادت الكرة الجزائرية إلى العالمية عبر بوابة ملحمة أم درمان، وخولت للخضر التربع على ريادة المنتخبات الإفريقية على لائحة الفيفا، ما يدفع إلى القول أن رئيس الفاف وفي غياب مديرية فنية وطنية، مطالب بإعادة النظر في السياسة المتبعة في تسيير شؤون المنتخب، من خلال إعادة الاعتبار للمديرية التي تعد العقل المدبر، لوضع الإستراتيجية العامة والمعايير السليمة لاختيار الكفاءات البشرية على مختلف المنتخبات الوطنية. والأكيد أن روراوة والمكتب الفيدرالي لن ينتظر طويلا لإعادة ترميم البيت، وسيجد نفسه مجددا أمام حتمية تعيين ناخب جديد، قادر على رفع التحدي وإعادة الاعتبار للمنتخب، قبيل دخوله معترك التصفيات القارية والمونديالية، من خلال الاستنجاد بتقني يجمع بين الكفاءة والخبرة والقدرة على التحكم في المجموعة.