أعلن الناخب الوطني رابح سعدان أمس الأول أنه أعطى "الموافقة المبدئية " لرئيس الفاف من اجل مواصلة مهمته على رأس المنتخب الوطني لكرة القدم، وقال سعدان في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أنه سيناقش مع السيد روراوة فور عودته من جنوب إفريقيا "المسائل الرئيسية المتعلقة بالتنظيم وتشكيلة الطاقم والأهداف وكذا مدة العقد". وبهذا القرار وضع سعدان حدا للسيسبانس و لمسلسل التأويلات والمضاربات الذي ميز يوميات عشاق الخضر منذ خروج الجزائر من مونديال جنوب إفريقيا، وانتهاء مدة عقد الشيخ الذي أعلن نهاية الأسبوع. الشيخ الذي قال أنه فضل التريث ومشاورة العائلة قبل اتخاذ القرار بعيدا عن كل الضغوطات، رأى ضرورة مواصلة العمل الذي بدأه مع الخضر منذ أكتوبر 2007 وانتظار عودة الرجل الأول في بيت الفاف بحر الأسبوع الجاري لمناقشة مختلف المسائل الرئيسية المتعلقة بسير المنتخب ، ما يدفع إلى القول أن الشيخ تحدى المطالبين برحيله في الوقت المناسب، وجعل اجتماع المكتب الفيدرالي مطلع الأسبوع المقبل مجرد محطة لترسيم قرار بقائه . قرار لم يأت من فراغ لناخب عرفت جميع محطات إشرافه على الخضر فترات "زاهية" وهو الذي تسلم آخر مهمة في ظروف عصيبة نتجت عن تضييع الجزائر دورتين متتاليتين لكأس أمم إفريقيا ومرتبة بعد الثمانين على لائحة الفيفا، وأدوار ثانوية في تصفيات المونديال قبل الانسحاب مبكرا على طريقة أرانب السباقات. ومن غرائب الصدف أن آخر مشاركة جزائرية في ساحة كبار القارة كانت تحت قيادة سعدان ، لتأتي العودة بعد ست سنوات بهندسته التي قادت زياني ورفاقه باقتدار إلى المربع الذهبي ، ولم تتوقف نجاحات الرجل عند هذا الحد فأعاد محاربي الصحراء إلى المونديال بعد غياب 24 سنة في سيناريو مماثل، لأن آخر ظهور للجزائر في المحفل الكروي العالمي كان بهندسة ذات الشيخ. عودة الشيخ وعلى مدار سنتين ونصف، شهدت تحقيق الكرة الجزائرية مكاسب لم يراهن عليها أكثر المتفائلين، وإنجازات أعادت ربط الجسور بين الجزائريين ومنتخبهم. ويذكر اليوم سيناريو المطالبة برحيله بسيناريو سنة 2004 ومغادرة الشيخ العارضة الفنية الوطنية بعد نجاحه في قيادة الخضر إلى ثمن النهائي وتصريح نورالدين سعدي يومها لجريدة النصر أنه لو تمكن البلجيكي جورج ليكنس من تحقيق نفس النتائج لأقمنا له تمثالا. ورغم الحملة الشرسة التي تعرض لها الرجل والتي ساهمت فيها وجوه رياضية تسعى للوصول إلى العارضة الفنية للخضر، لا يحتاج سعدان الذي أعاد الروح للمنتخب والبسمة للأنصار، لمن يدافع عنه ولا لمن يتوسط له عند الحاج روراوة، على اعتبار أن النتائج تتحدث عن نفسها فالرجل قاد الخضر في 22مقابلة رسمية ( 13 في التصفيات و6 مقابلات في الكان وثلاث في المونديال) فاز خلالها بعشر مباريات وتعادل في أربع وخسر في ثماني مناسبات. حصيلة إيجابية أجبرت القائمين على شؤون الكرة السعي لضمان استقرار العارضة الفنية والتركيبة البشرية للخضر، وشجعت الشيخ على قبول البقاء في منصبه لسنتين أخريين وفق عقد تشير كل المعطيات بأنه سيكون "عقد أهداف" يتقدمه الفوز باللقب الإفريقي في دورة الغابون و غينيا الاستوائية عام 2012. وكما كان قرار الشيخ حكيما، يمكن القول بأن تجديد الفاف ومن ورائها الوزارة الوصية للثقة في الناخب الوطني هو "عين الصواب"، بالنظر للخطوات العملاقة التي قطعها منتخبنا قاريا ودوليا في السنتين الأخيرتين، وعامل الوقت الذي يضغط ولا يسمح بتحويل الخضر إلى حقل تجارب لتقنيين أجانب أثبت العديد منهم جهله لعقلية وسيكولوجية الجزائري وبحثهم عن الأموال و إثراء بطاقة الزيارة.