المطاعم المدرسية وسيلة لاندماج التلاميذ المنعزلين وتدريب على تحمل المسؤولية أصبحت المطاعم المدرسية بالجزائر جزءا مهما في المنظومة التربوية الوطنية من خلال الدور الذي تلعبه في المجالات الصحية، الاجتماعية والاقتصادية ولم تعد مهامها مقتصرة على تقديم الوجبات المجانية للتلاميذ بل تعدته الى أهداف أخرى ظلت محل دراسة معمقة من قبل خبراء التغذية وعلم الاجتماع والتربية الذين يعملون على جعل المطاعم المدرسية بمثابة ورشات تطبيقية موازية للأقسام البيداغوجية العادية بالنظر الى تأثيرها المباشر على سلوك التلاميذ وصحتهم وقدرتهم على الاندماج والتعامل الايجابي مع الآخر وتطبيق الدروس التربوية النظرية داخل المطاعم من خلال قواعد النظافة والسلوك المعتدل. وحسب مفتشي المطاعم المدرسية بالمقاطعة الرابعة التي تضم عدة ولايات شرقية المجتمعون بقالمة الأسبوع الماضي فإن اجراءات عملية جديدة ستتخذ الموسم القادم لتفعيل الدور التربوي للمطاعم المدرسية كتعيين التلميذ المسؤول بكل طاولة وتعليم قواعد الانضباط والأكل الصحي. وحسب السيد بوظريفى عيسى مفتش المقاطعة الرابعة فإن المطاعم المدرسية أصبحت وسيلة فعالة لمواجهة ظاهرة الانعزالية والانطوائية التي يعاني منها الكثير من التلاميذ بسبب الظروف الاجتماعية التي يعيشونها داخل المحيط الأسري مضيفا بأن المطاعم المدرسية تدرب التلاميذ أيضا على تحمل المسؤولية منذ الصغر من خلال سلوكات بسيطة تمارس تلقائيا داخل المطعام كاحترام أداب الأكل وقواعد النظافة والأكل الجماعي والانضباط في الدخول والخروج مؤكدا بأن الدولة تسعى الى تطوير مستوى سير المطاعم المدرسية من خلال التكوين المتواصل للمسيرين وخبراء التغذية المدرسية الى جانب حرصها على تقديم وجبات غذائية صحية متنوعة ومتوازنة لتحقيق الأهداف الصحية الاجتماعية التربوية والاقتصادية وذلك بتعميم الاستفادة من المطاعم على جميع التلاميذ ورفع قيمة الوجبة من 30 دينارا الى 40 دينارا بداية من الموسم القادم وقال بأن الهدف الأسمى هو تكوين أجيال المستقبل القادرة على تحمل المسؤولية وتطبيق السلوكات السوية على أرض الواقع. ومن جهته أوضح السيد بوكارع عبد الحكيم مستشار التغذية المدرسية بدائرة وادي الزناتي بأن العملية التربوية التعليمية من خلال التغذية المدرسية تهدف الى تكوين مجتمع الغد بمفهومه الواسع مجتمع يدرس واقعه ويتحكم في قدرته الشرائية ويرشدها ويطور استهلاكه ويثمنه مضيفا بأن تغذية فرد من أفراد الأسرة بالمطعم المدرسي يخفف من أعبائها ويقلل من مصاريفها مبرزا الدور الاقتصادي للمطاعم المدرسية التي ساهمت في دعم الحركة التجارية وخاصة بالمناطق المحرومة وخلص الى القول بأن المطاعم المدرسية تلعب دورا كبيرا في مكافحة أمراض الفقر وسوء التغذية بالجزائر.