آلاف الإسبان ينصبون الخيم بوسط مدريد في اعتصام غير مسبوق ضد البطالة والفساد تجمع آلاف الاسبانيين مجدّدا في العاصمة مدريد في حشد كبير مساء السبت في ساحة “بويرتا دل سول”، حيث نصبوا الخيام في الموقع الذي تحول إلى قلب حركة الاحتجاج في مشهد شبيه بما عرفته بعض البلدان العربية التي شهدت ثورات شعبية على غرار تونس ومصر، وكان عشرات آلاف الأشخاص قد بدأوا التظاهر عبر مختلف المدن الاسبانية منذ يوم الجمعة ضد البطالة والأزمة التي تعصف بالبلاد. وقد بدأ الناخبون الإسبان أمس الأحد في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الإقليمية والبلدية التي يتوقع أن يعاقب خلالها الاشتراكيون الحاكمون في ظل حركة الاحتجاج الاجتماعية غير المعهودة، والتي لم تكن في الحسبان في خضم الحملة الانتخابية التي أفادت الاستطلاعات أن الحزب الاشتراكي سيتكبد إثرها هزيمة نكراء في الانتخابات الإقليمية والبلدية في وجه خصومهم من اليمين، وكانت حركة الاحتجاجات قد انطلقت في 15 ماي عبر الشبكات الاجتماعية وسرعان ما امتدت إلى مختلف أنحاء البلاد وتنظمت، وتندد الحركة المتنوعة والسلمية بانعدام العدالة الاجتماعية وانحرافات الرأسمالية و”فساد” رجال السياسة، ورغم أن المطالب متعددة فتبقى البطالة التي بلغت مستوى قياسيا تعدى 21 بالمائة وتطال تقريبا نصف الشبان الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة، الموضوع الأكثر تداولا بين المتظاهرين، ويطالب المحتجون الذين يحتلون الميدان الشهير في قلب المدينة بإصلاحات، ولا يقبلون أن يقل سقفها عن تغيير جذري وشامل في النظام السياسي للبلاد، وصار ميدان “بويرتا دل سول” ساحة نشطة يصطف فيها الناس للتوقيع على بيانات رسمية، في حين تقوم مجموعة من النساء بطلاء صناديق تخصص للمقترحات الخاصة بسبل تحسين المجتمع وكذلك يدور الحديث كثيرا حول الاستياء من كبرى الأحزاب السياسية، سيما الاشتراكي والشعبي، مما قد يساهم في ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت أو البطاقات البيضاء كما تخشاه الحكومة أو التصويت لصالح الأحزاب الصغيرة. ورغم أن القانون يحظر أية تظاهرة أو نشاط سياسي عشية ويوم الاقتراع، إلا أنه نزولا عند ضغط الشارع وأمام حشود المعتصمين من مختلف الفئات، اضطرت الحكومة إلى اعتماد الليونة وعدم إصدار أمر إخلاء الساحات العامة باستثناء في حال وقوع حوادث، وذلك قبل عشرة أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في مارس 2012، حيث يتخبط الحزب الاشتراكي الحاكم في وضع سيء جدا بسبب سياستهم التقشفية في مواجهة الأزمة.