ليواصل المحتجون اعتصامهم المفتوح في ميدان «بوريتا ديل سول» الذي يعد أشهر ميادين مدريد. وتحول الميدان وسط العاصمة مدريد إلى معسكر يعج بالخيام والفرش وأكشاك الطعام والملصقات المطالبة ب»ثورة أسبانية»، ويطالب المحتجون بإصلاحات لا يقل سقفها عن تغيير جذري وشامل في النظام السياسي للبلاد، في تطور ترك الساسة اليساريين في حالة ارتباك، كما تحول ميدان بويرتا ديل سول إلى خلية نحل نشطة يصطف فيها الناس للتوقيع على بيانات رسمية، في حين تقوم مجموعة من النساء بطلاء صناديق تخصص للمقترحات الخاصة بسبل تحسين المجتمع، وفي أرجاء الميدان يتجاذب المعتصمون أطراف الحديث عن الإشكاليات السياسية حيث تجمع بعضهم مناقشات جانبية، في حين يشكل البعض الآخر حلقات نقاشية لتبادل الآراء من خلال مكبرات الصوت، وبعيدا عن هذا وذاك يستلقى آخرون على أرائك لنيل قسط من الراحة في حين يفترش البعض الآخر الأرض ليغفو قليلا.. وعلى أحد الملصقات كتبت بالانجليزية عبارة «الإسبان ليسوا تجارة ولسنا عبيدا«.وكانت مفوضية الانتخابات أمرت المحتجين بإخلاء الميدان على أساس أن وجودهم في الميدان يؤثر سلبا على مجرى الانتخابات المحلية والإقليمية المقررة اليوم الأحد، ورغم أن قرار الحظر دخل حيز التنفيذ ليلة الجمعة الى السبت، فإن الشرطة لم تستخدم العنف لإرغام المعتصمين على الرحيل. وبدأت الاحتجاجات يوم الأحد الماضي في ميدان بويرتا ديل صول وتحولت إلى اعتصام عفوي. ويعاني نحو 45 في المائة من الشباب الإسبان من البطالة، وبلغ عدد المحتجين نحو 25 ألف شخص في مدريد وانتقل إلى مدن أخرى، ويطالب المحتجون الحكومة بتوفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة وإقامة نظام ديمقراطي أكثر عدالة وتغيير إجراءات التقشف التي فرضتها الحكومة الاشتراكية الحاكمة. ويحظر القانون الإسباني عقد تجمعات قبل يوم واحد من إجراء الانتخابات لإتاحة الفرصة للناخبين «لحسم اختياراتهم الانتخابية»، وأيدت مفوضية الانتخابات الحظر. ويخشى بعض المحتجين من لجوء قوات الأمن إلى قمع المظاهرات لكن وزير الداخلية ألفريدو بيريز روبالكابا قال إن الشرطة «لن تحل مشكلة بالتسبب في مشكلة أخرى«. وتبلغ البطالة في إسبانيا 21.3 في المئة من مجموع قوة العمل وهي أعلى نسبة بطالة في الاتحاد الأوروبي أي أن هناك 4.9 مليون شخص بدون عمل والكثير منهم شباب. إسلام.ف/الوكالات