شهدت العاصمة الإسبانية مدريد أمس تنظيم أكبر مسيرة شعبية شارك فيها آلاف الإسبان المؤيدين لكفاح الشعب الصحراوي والذين طالبوا خلالها باستقلال الصحراء الغربية وإنهاء مأساة انسانية دخلت عقدها الرابع. وانطلقت المسيرة التي دعت إليها مختلف التنظيمات والجمعيات الإسبانية المساندة لكفاح الشعب الصحراوي منتصف نهار أمس من محطة قطار أتوشا في قلب العاصمة مدريد جابوا خلالها عدة شوارع رئيسية ووصولا إلى ساحة بالاثا مايور إحدى أكبر الساحات العمومية في العاصمة الإسبانية. وتم في نهاية المسيرة قراءة بيان قرأه العديد من الفانين والمطربين الإسبان المساندين لكفاح الشعب الصحراوي وقضيته العادلة. وسار قرابة عشرة آلاف إسباني مساند لكفاح الشعب الصحراوي في هذه المسيرة الضخمة رافعين شعار "من أجل حرية واستقلال الصحراء الغربية " وشعار "المغرب متهم واسبانيا المتسبب"، في إشارة إلى التواطؤ الاسباني-المغربي لاحتلال أراضي الصحراء الغربية. وتعد هذه خامس مسيرة وتجمع تضامني تنظمها جمعيات اسبانية مساندة لكفاح الشعب الصحراوي تشهدها العاصمة الاسبانية مدريد خلال الأسابيع الأخيرة. وكثفت هذه الجمعيات في المدة الاخيرة من تحركاتها لمساندة كفاح الشعب الصحراوي من أجل انتزاع حريته والضغط على الحكومة الاشتراكية الاسبانية لتغيير مواقفها بعد أن مالت إلى جانب الطروحات المغربية الرامية إلى ضم الصحراء الغربية تحت غطاء فكرة الحكم الذاتي التي اقترحتها الرباط. وأعابت العديد من فعاليات المجتمع المدني الاسباني على السلطات الاسبانية هذا الانقلاب وحملتها المسؤولية المباشرة في استمرار مأساة شعب بأكمله ولولا ذلك التواطؤ لما بقي تحت سلطة الاستعمار المغربي لأكثر من ثلاثة عقود. يذكر أن الطرف المغربي أفشل كل المساعي الأممية لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية بالطرق السلمية بعد أن وضع فكرة الحكم الذاتي كخيار وحيد مطروح على المفاوضات المباشرة بينها وبين جبهة البوليزاريو والتي توقفت بسبب ذلك، وأدت إلى عرقلة مسار التسوية في آخر المستعمرات في القارة الإفريقية.