أدلى الأسبانيون أمس بأصواتهم في الانتخابات الإقليمية والبلدية التي من المنتظر أن يدفع فيها الاشتراكيون الحاكمون ثمن المشاكل الاجتماعية التي تعم البلاد، والتي أدت إلى حركة احتجاج غير معهودة. وبدأ الناخبون الاسبان الاحد يدلون باصواتهم في الانتخابات الاقليمية والبلدية التي يتوقع ان يعاقب خلالها الناخبون الاشتراكيين الحاكمين في ظل حركة احتجاج اجتماعية غير معهودة ضد البطالة والازمة التي تعصف بالبلاد. ونزل عشرات الاف المتظاهرين مجددا مساء وليل السبت الى شوارع وساحات اسبانيا، وفي مدريد تجمع حشد كبير في بويرتا دل صول التي تحولت الى قلب حركة الاحتجاج. وفي تلك الاجواء المشحونة وقبل عشرة اشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في مارس 2012، يختار الناخبون مجالسهم البلدية وبرلماناتهم الاقليمية في 13 منطقة ذات حكم ذاتي من اصل 17، حيث ان مناطق كتالونيا والباسك وغاليسيا والاندلس تنتخب في مواعيد مختلفة. ودعي 34,6 مليون ناخب الى اختيار 8116 رئيس بلدية واكثر من 68400 نائب بلدي و824 نائبا اقليميا. ويبدو ان اعلان رئيس الحكومة خوسيه لويس رودريغث ثاباتيرو في الثاني من ابريل عدم ترشيحه لولاية ثالثة السنة المقبلة، لم يؤثر على تدني شعبية الاشتراكيين المتواصلة. واعتبارا من اليوم قد يخسر الاشتراكيون معظم الاقاليم السبعة عشر التي يحكمونها مثل كاستيا لا مانتشا واستريمادورا، باستثناء الاندلس (جنوب). ويتوقع ان يفوز القوميون المحافظون من حزب كونفرجنسيا اي يونيو على الاشتراكيين الذين يهيمنون على المجلس البلدي في برشلونة، ثاني كبرى المدن الاسبانية منذ 32 سنة، والحزب الشعبي (يمين) على اشبيلية رابع كبرى المدن في حين تظل مدريد وفالنسيا بين ايدي اليمين. جاء هذا في الوقت الذي يعتصم فيه حشد صار يقدر بالآلاف من المواطنين منذ عدة أيام في ساحة في قلب العاصمة الأسبانية مدريد، احتجاجا على البطالة. ويتحدون بذلك حظر التظاهر عشية الانتخابات الإقليمية والبلدية التي يتوقع أن يخسرها الحزب الاشتراكي الحاكم. ودخلت احتجاجات الاسبان على ارتفاع نسبة البطالة واجراءات التقشف يومها السابع في شتى انحاء البلاد اليوم السبت في تحد لحظر على المظاهرات خلال فترة الاستعداد للانتخابات المحلية. وقدر شهود ان 20 الف شخص على الاقل تجمعوا في الميدان الرئيسي بالعاصمة مدريد على الرغم من قانون يحظر التجمعات السياسية عشية الانتخابات بدأ سريانه عند منتصف الليل وايدته المحاكم العليا والدستورية وابلغ البعض من بين المحتجين الشبان الذين يطلق عليهم اسم الساخطون رويترز انهم يخشون ان تقوم الشرطة بقمعهم. ولكن الحزب الاشتراكي الحاكم الذي يخشى مواجهة خسائر كبيرة غدا الاحد اشار الى ان الشرطة لن تفرض تطبيق الحظر. وقال وزير الداخلية للصحفيين يجب على الشرطة الا تخلق مشكلة كي تحل مشكلة اخرى. وقال ايضا رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو الذي فشل في احتواء اعلى نسبة بطالة في اوروبا والتي بلغت 21.3 في المئة انه يحترم المحتجين. وقال محللون ان قيام الشرطة بعمل ضد المظاهرات السلمية سيكون امرا مفجعا بالنسبة للاشتراكيين. وضجر المحتجون من اجراءات التقشف الحكومية ونسبة بطالة بين الشبان بلغت نحو 45 في المئة ليسمعوا صوتهم قبل الانتخابات. ودعا المحتجون الناس الى عدم التصويت غدا الاحد للحزبين الرئيسيين وهما الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي المعارض .