هنشير البسرياني.. مدينة أثرية بنقرين تتهاوى تم اكتشاف آثار هنشير « البسرياني « خلال سنتي 1935 و 1936 عن طريق التصوير الجوي ،وحسب المؤرخين فإن هذا الأثر الروماني يقع بالقرب من جبل مجور1 جنوب بلدية نقرين التي تقع على بعد 150 كلم جنوب ولاية تبسة ،التي يبعد عنها ب 13كلم وهي عبارة عن قلعة رومانية قديمة أطلق عليها خلال العهد الروماني « ادماجور» ،كانت قد أنشئت خلال حكم الإمبراطور تراجان سنة 105 للميلاد من طرف القائد لوسيوس منيكيوس ناتاليس ، والتي أشارت إليه النقيشة اللاتينية المتواجدة على البوابة الجنوبية للقلعة ،وقد أهلها التجمع السكاني الذي تكاثر بالقرب من هذه القلعة بأن تصبح بلدية خلال بداية حكم الإمبراطور ديوكليتان و ماكسيمان حيث كانت ادماجور تابعة للمقاطعة الرومانية نوميديا ، أما شكلها فهي مستطيلة الشكل ذات مقاس طول 170 م وعرض 110 م وتمتد على مساحة 100 هكتار ، تحتوي على أبراج مربعة الشكل على الزوايا الأربعة ، التي كانت قد رسمت خلال الفترة المتأخرة من الحكم الإمبراطوري خلال العهد البيزنطي ، و.بها بقايا تحصينية دفاعية ،تتعلق بالفترة البيزنطية ،وبها بقايا لقنوات مياه كانت تزود المدينة بالمياه عبر منبع يتواجد في الجهة الشمالية لعين لوشيكة 2 ،ونجد عدة طرق أحدها يؤدي إلى قلعة مديلة التي تتواجد ببلدية فركان ،وطريق روماني يربط بسرياني بتبسة ،وآثار لطريق روماني آخر من الناحية الجنوبية للمدينة يأخذ اتجاه الجنوب الشرقي يربط عين باديس ببسرياني والجريد بتونس ،كما توجد جدران من الحجارة الكبيرة بمنطقة عين لوشيكة ، وحسب المؤرخين فإن البرسياني (ادماجور ) كانت مقرا للكتيبة الثالثة الرومانية والتي كانت مهمتها حراسة حدود روماالجنوبية من هجمات الموزولامي الأمازيغية لكن دون جدوى لأن قبائل الصحراء أرهقت جيوشها، فتم تحويل هذه المنقطة إلى تيمقاد وقد احتضن هذا الحصن مولد الأب دوناتوس عراب مذهب الدوناتية . فنقرين تعد من أهم المناطق الأثرية التي عرفت التواجد الروماني ، والتي ميزها حصن ادماجور و منطقة نقرين القديمة ،وكذلك الآثار في عين لوشيكة وغيرها من الهناشير ، لكن الملاحظ على هذه الآثار أنها مهملة ولا يلقى لها بال رغم أهميتها التاريخية والسياحية ، لاسيما بعد أن تعرضت لتأثيرات الطبيعة التي طمست معظم معالمها ، ويأمل سكان بلدية نقرين التفاتة جادة من الجهات المسؤولة لهذه الكنوز التي تنام عليها منطقة نقرين ، قبل أن تتلاشى نهائيا وتختفي عن الأنظار ، حيث يؤكد الناشطون من أهل نقرين أن ما تحتويه منطقتهم من آثار ومواقع سياحية وغابات يؤهلها لأن تصبح منطقة سياحية بامتياز ، وتصبح مع مرور الوقت منطقة جذب لا منطقة طرد ، وتفتح آفاق رحبة لسكان الجهة الجنوبية وتحد من هجرتهم نحو مناطق الشمال بحثا عن لقمة العيش.