قتلى وجرحى في أول مواجهات عسكرية بين الشرطة اليمنية وأنصار المعارضة قتل ما لا يقل عن 11 شخصا وأصيب 35 آخرون في اشتباكات تجدّدت أمس بين أنصار الشيخ عبد الله الأحمر زعيم قبيلة حاشد التي ينتمي إليها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والذي كان قد أبدى دعمه للمحتجين المطالبين بإنهاء حكم صالح، وبين الشرطة اليمنية التي حاولت اقتحام منزله وأكد شهود عيان أن صوت تبادل إطلاق النار بالرشاشات لا زال يسمع بين الحين والآخر شمال العاصمة صنعاء. وقد وردت أنباء عن اجتماع آلاف من شيوخ قبائل اليمن في منزل الشيخ عبد الله الأحمر لإعلان تضامنهم معه والتنديد بما يحصل، وكان شهود أكدوا أن ستة أشخاص بينهم خمسة من مناصري الأحمر قتلوا أول أمس الاثنين في المواجهات مع القوات الحكومية في حي الحصبة بشمال صنعاء، وذلك في ظل توتر كبير يسود البلاد بعد رفض الرئيس علي عبد الله صالح الأحد الماضي التوقيع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة في البلاد. السفارة الأمريكية في صنعاء أعلنت عن إغلاق قسم الخدمات القنصلية لديها مؤقتا ليومين بسبب الظروف الأمنية في البلاد، كما انتقدت وزيرة الخارجية الأمريكية الرئيس اليمني بقوة، مشيرة إلى أنه " يرفض أن يقرن الأقوال بالأفعال"، وحثته على الوفاء بالتزامه المتكرر بنقل السلطة بشكل سلمي ومنظم و"ضمان تنفيذ الإرادة الشرعية للشعب اليمني"، غير أن وزارة الخارجية اليمنية سارعت إلى رفض الانتقادات الأمريكية، معتبرة أن المبادرة شأن يمني داخلي وأن اليمن لا يقبل حلولا مفروضة من الخارج أو "تدخلا في شؤونه الداخلية". وقد عاد الهدوء الحذر للعاصمة صنعاء بعد الاشتباكات العنيفة التي دارت بين قبليتين مسلحتين وقوات الأمن، وخلفت خمسة قتلى على الأقل إضافة إلى عشرات الجرحى، وأوضحت مصادر قبلية أن خمسة منهم قتلوا وجرح 35 آخرون في مواجهات أمس التي اندلعت لدى محاولة قوات الأمن اقتحام منزل الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد التي ينتمي إليها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وكان الأحمر قد أبدى دعمه للمحتجين المعارضين للحكومة داعيا صالح إلى التنحي بعد 32 عاما قضاها في الحكم، وقد أصيب صحفيان في تبادل لإطلاق النار ، لأن منزل الأحمر يقع بالقرب من المبنى الذي تتواجد فيه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ". وأدانت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة ما وصفته ب"السلوك الإجرامي المشين والخطير" الذي تقوم به السلطة لمحاولة اقتحام منزل الأحمر. كما أدانت محاولة السلطات لزج البلاد في حرب أهلية، وأكدّوا أن "الثورة الشعبية ستظل سلمية حتى تجتث هذا النظام من جذوره". وقد أدان نشطاء حقوقيون وزعماء القبائل في محافظتي عدن وحضر موت هذا الهجوم وأكدوا أنه "جريمة لا يمكن السكوت عليها"، مع الإشارة إلى أن ما لا يقل عن 140 شخصا قتلوا وجرح الآلاف منذ اندلاع الثورة اليمنية في وقت سابق من العام الجاري.