صعد الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، من لهجته ضد المحتجين على حكمه المستمر منذ 32 عاما، وتعهد بأن تحمي القوات المسلحة النظام الجمهوري حتى آخر قطرة دم. وقال صالح في اجتماع مع قادة في الجيش والشرطة في العاصمة صنعاء "نحن واثقون من أن شعبنا ومؤسسته العظيمة (الجيش) سيحبطان أي مؤامرات". وقال إن هناك "مؤامرة" لاتزال قائمة ضد وحدة الجمهورية اليمنية وسلامة أراضيها"، وأضاف أن "الجيش سيحمل مسؤوليته في هذه المرحلة بكل قوتنا للحفاظ على أمن وسلامة ووحدة الجمهورية اليمنية". وجاءت كلمة صالح وسط احتجاجات متزايدة منذ شهر في أنحاء اليمن تطالب بإسقاط نظامه وأدت إلى مقتل نحو 30 متظاهرا وجرح العشرات. في هذه الأثناء واصل عشرات الآلاف في العاصمة صنعاء وعدة مدن أخرى اعتصاماتهم للمطالبة بإسقاط النظام. وقالت مصادر اعلامية في صنعاء إن المتظاهرين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء أعلنوا دعمهم وتأييدهم للمظاهرات التي جرت في عدن. كما ردد المتظاهرون هتافات تندد بسقوط قتلى في المعلا في مظاهرات الجمعة، وأكدوا على وحدة الشمال والجنوب في مطلب إسقاط النظام. وتفرض قوات الحكومة حصارا على عدن - كبرى مدن الجنوب اليمني - وتقيم حواجز تفتيش بين مناطقها، كما أغلقت المدارس والكليات ومعظم المرافق الحكومية، في حين غصت الشوارع بآلاف الغاضبين احتجاجا على سقوط الضحايا. وتشهد الحكومة اليمنية ضغوطا متزايدة عليها من المطالبين بالانفصال في الجنوب أو برحيل الحكومة وتغيير النظام في الشمال، وازداد وضعها سوءا بعد استقالة أحد زعماء القبائل من منصبه الحزبي وانضمام قبيلتين لصفوف المعارضة. فقد انضمت قبيلتا حاشد وبكيل -وهما من القبائل اليمنية الكبرى- السبت إلى صفوف المحتجين المطالبين بإسقاط النظام اليمني احتجاجا على ما وصفوه بقمع المتظاهرين المسالمين في صنعاء وتعز وعدن. وقد أعلن أبناء عبد الله حسين الأحمر -من قبيلة حاشد ويشغلون مراكز حكومية- انضمامهم إلى صفوف المحتجين وأعلن حسين بن عبد الله الأحمر -أحد قادة قبيلة حاشد- استقالته من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الذي يعتمد كثيرا في بقائه على القبائل.