أعلن بقالمة أمس السبت عن الانطلاق الرسمي لفعاليات مشروع الوقاية من التحرش و العنف اللفظي ضد الفتيات بالأماكن العمومية الذي بادرت به جمعية الإعلام و الاتصال في أوساط الشباب لولاية قالمة، و دعمته السلطات المحلية من خلال مديرية الشباب و الرياضة و ديوان مؤسسات الشباب «أوداج» و أمدته بكل الوسائل لضمان نجاحه، باعتباره المشروع الوحيد من جنوب المتوسط الذي حاز على موافقة و تمويل المعهد الأوروبي للمتوسط و مؤسسة نساء الأورو- متوسط، و هذا من بين 8 مشاريع ثقافية و اجتماعية أخرى تقدمت بطلبات التمويل و المرافقة من دول جنوب المتوسط. و قد نظمت جمعية الإعلام و الاتصال في أوساط الشباب لقاء مع الصحافة المحلية بدار الشباب العلمية صالح بوبنيدر، بحضور مدير الشباب و الرياضة و مدير ديوان مؤسسات الشباب و ممثل عن هيئة المحامين بالولاية، للإعلان عن الانطلاق الرسمي للمشروع الكبير الذي تشارك فيه قنوات تليفزيونية و إذاعية و 8 جرائد وطنية و ما لا يقل عن 13 صحفيا و 20 منتخبا محليا و 20 جمعية و 20 مديرا و مربيا متخصصا من قطاع الشباب و الرياضة. و يستهدف المشروع أكثر من 800 شاب و شابة عبر 15 بلدية من بينهم رياضيين و مثقفين و مهنيين و منخرطين في الجمعيات و هواة و مناصرين و أحرار. و قال الدكتور لطفي عجابي رئيس الجمعية، بأن كل الإجراءات المادية و البشرية قد اتخذت لإنجاح المشروع الذي يكتسي أهمية اجتماعية و تربوية كبيرة و يكسر كل الطابوهات و الحواجز التي غيبت النقاش الصريح و الهادف حول تفاقم ظاهرة العنف اللفظي و التحرش بالنساء، و خاصة الشابات بالأماكن العمومية بولاية قالمة و غيرها من ولايات الوطن الأخرى التي أصابتها لعنة الانحراف الاخلاقي المثير للقلق، مضيفا بأن المشروع سينجز تحت شعار "لنعش أفضل معا... فلنحترم الفتيات" و سيكون مفتوحا لكل المبادرات و الشركاء الآخرين القادرين على المساهمة الفعالة في تحقيق نتائج ميدانية لها قيمة و فائدة على المجتمع. و سيكون الشباب من الجنسين الشريك الرئيسي في المشروع، لأنه الفئة المستهدفة بالمبادرة التي تشارك فيها جمعية المرأة في اتصال من الجزائر، جمعية مالاكا الثقافية من قالمة و جمعية "مارش" من العاصمة اللبنانية بيروت، لإنجاز مبادلات تقوية القدرات، بالإضافة إلى حقوقيين سيرافعون من أجل تفعيل نصوص المادة 333 مكرر 2 و مكرر 3 و المادة 341 مكرر من قانون العقوبات الجزائري رقم 15-19 التي تعاقب العنف اللفظي و التحرش في الشوارع و الأماكن العمومية. و قال المشاركون في الندوة الصحفية التي تعد أولى ورشات المشروع بأن العنف اللفظي و التحرش بلغ مرحلة مقلقة ببعض المناطق بولاية قالمة و أجبر الأولياء على توقيف بناتهم عن الدراسة و حبسهن في المنازل حتى لا يتعرضن للعنف المتنامي، و أضافوا بأنه من حق الفتاة مواصلة الدراسة و ممارسة الانشطة الشبانية و الثقافية و الرياضية و مبادلات الشباب المبرمجة في دور الشباب و المركبات الرياضية الجوارية، خاصة بالمناطق المعزولة، و هذا ضمن استراتيجية وزارة الشباب و الرياضة و باقي الوزارات ذات العلاقة بموضوع ترقية حقوق المرأة و حمايتها في كنف الاحترام المتبادل بين الشباب بعيدا عن الأحكام المسبقة ضد الفتيات و النساء. و يراهن المنظمون على تحويل المشروع إلى آلية فعالة لتقوية التبادل الدولي المقوي لقدرات الجمعيات المحلية ، و ذلك من خلال الاحتكاك و تبادل الخبرات مع جمعيات دولية و تحسين مستوى التدخل و النقاش الهادف في الوسط الشباني و تمكين الفتيات من حقوقهن المكفولة و المشروعة، وفق القوانين الجزائرية السارية المفعول، و هذا لضمان مستقبل أحسن لهن و مشوار دراسي و مهني حافل بالنجاح و مدعم للتنمية البشرية المستديمة.