لقاء وطني للفنون التشكيلية للتذكير بالجريمة النكراء خلدت قالمة ذكرى الثامن ماي بأنشطة متعددة أعطت من خلالها دلالات ومعاني للمجازر التي اُرتكبت بوحشية من طرف المستعمر الفرنسي الغاشم. وبينت أبعاد يوم التضحية والصمود وما تركه الحدث من جرح في قلب الأمة الجزائرية. جرى هذا عبر تظاهرات ثقافية ورياضية وكذا زيارة لعدة معالم ومواقع تاريخية تشهد على مرارة الجريمة التي تبقى بلا متابعة ولا اعتراف من قبل مرتكبيها. في هذا الإطار، نظمت الرابطة الولائية للنشاطات الثقافية والعلمية للشباب، بالتنسيق مع مؤسسات ديوان الشباب، فعاليات اللقاء الوطني السابع للفنون التشكيلية تحت شعار “حتى لا ننسى مجازر 8 ماي 1945”، بمشاركة 23 ولاية بدار الشباب صالح بوبنيدر. أوضح علي بن باخة، مدير ديوان مؤسسات الشباب ل «الشعب»، أن الهدف من التظاهرة جاء لجعلها جسرا وفضاء للفنانين من مختلف الولايات للاحتكاك وتبادل التجارب والتعريف بنوادي الفنون التشكيلية على مستوى المؤسسات الشبانية بقالمة بصفة خاصة وعلى المستوى الوطني بصفة عامة. وقال ذات المتحدث، إن إدراج مسابقة أحسن لوحة حول التظاهرة جاء في إطار ترسيخ الروح الوطنية وثقافة المواطنة بين الشباب وكذلك المساهمة في كتابة التاريخ للوحات فنية مخلدة للذكرى. من جانبه، كشف الفنان التشكيلي فنيدس حسين، أن مبادرة رسم الجداريات الخاصة بالذكرى جاءت بإشراك منخرطي النوادي للرسم ومشاركتهم الفعلية لكتابة ورسم التاريخ، حيث تحمل ورشة الجدارية الرابعة عنوان “الشباب والتكنولوجيا والطاقات المتجددة واستثمار في الفكر البشري والمؤشرات الاقتصادية نحو تنمية مستدامة”. وشكل موضوع إنجاز الجدارية 24x3م أمام مقام الكرمات بأعالي مدينة قالمة، بمشاركة مختلف نوادي الرسم لدار الشباب العلمية بقالمة وهيليوبوليس، محمدي يوسف، بوشقوف والمركب الرياضي قلعة بوصبع بإشراف الفنانين فنيدس حسين وظافري وعلايمية حسان وصبرينة طواهري ورشيدة بوعبيد ومرمول، بمساهمة ديوان مؤسسات الشباب قالمة ومديرية الشباب والرياضة من أجل تحسيس مواطني الولاية بنشاط الفن التشكيلي ودوره الحيوي في إدماج وتفعيل الأطفال والشباب وتحسيسهم بالدور المنوط لاكتشاف مواهبهم وصقلها. وحول نشاطات المركبات الرياضية بالولاية، أكد بوزيزة محمود، مدير المركب الرياضي الجواري 19 جوان بقالمة، أن الهدف الرئيس للتظاهرة هو ترسيخ قيمة الحرية التي ينعم بها شبابنا اليوم وربطه بالماضي حتى لا ينسى التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري إبان تلك الحقبة، وشعب بدون ماض ليس له هوية ولا يستطيع بناء المستقبل. وقد أعطى إشارة انطلاق هذه الأنشطة بالمشاركة الفعالة لمختلف الجمعيات الناشطة بالمركب كجمعية مواهب للكراتي دو، جمعية آفاق لمدارس الجيدو والرابطة الولائية للجيدو، فرع الكشافة لفوج هواري بومدين بالفجوج. في ذات الاتجاه، نظمت مديرية الثقافة بقالمة عرضا فنيا للسمفونية الموسيقية لمدينة باتنة المسماه “جمعية الأوركسترا لارمونيك” على مستوى دار الثقافة عبد المجيد الشافعي وعلى مستوى المسرح الجهوي محمود التريكي بقالمة، يومي السبت والأحد، ابتداءً من الساعة السابعة. وشهد البرنامج المخصص للذكرى 71 لمجازر الثامن ماي، زيارة عدة مواقع تاريخية بالمحجرة القديمة، منها المعلم التاريخي بمحطة القطار، المعلم التاريخي بالمعهد التكنولوجي الفلاحي المتوسط. وببلدية هيليوبوليس، تم زيارة المعلم التاريخي لفرن الجير بكاف البومبة، لتتجمع السلطات والمواطنين في الفترة المسائية بالمعلم التاريخي “الكرمات” لانطلاق المسيرة التاريخية عبر مسارها التاريخي إلى غاية ساحة سقوط أول شهيد لهذه المجازر وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء.