خرج المناجير العام للنادي الرياضي القسنطيني طارق عرامة عن صمته، مؤكدا بأنه لن يتهرب من مسؤولياته، وسيظل خلف الفريق إلى غاية النجاح في ضمان البقاء. كما أضاف عرامة في هذا الحوار الهاتفي الذي جمعه بالنصر، بأن الآلاف من اللاعبين في بطولتنا الوطنية، يحلمون بالأجور الخيالية التي يتقاضاها لاعبو الشباب، في إشارة إلى عدم رضاه بالمستوى المقدم من طرف رفاق سيدريك الذين يتجهون بالفريق نحو الهاوية. تعثر جديد للشباب عقد من وضعيته في سلم الترتيب العام، ما تعليقك؟ التعثر أمام أولمبي المدية وضعنا في مأزق حقيقي، كونه قربنا أكثر من منطقة الخطر. أنا مستاء للغاية لأننا لم نستغل النتائج السلبية لمنافسينا، على غرار سريع غليزان ودفاع تاجنانت. يجب على جميع الفاعلين في الفريق تحمل مسؤولياتهم في قادم المواعيد، والبداية باللاعبين الذين لم يوفوا بالوعود التي وعدونا بها بعد مهزلة غليزان، حيث أكدوا بأنهم سيتجاوزون عقبة المدية بأريحية، غير أنهم ضيعوا نقطتين ثمينتين في سباق البقاء. آلاف اللاعبين في الجزائر يحلمون بأجور لاعبينا ماذا كان ينقصكم في اللقاء أمام المدية؟ اعتقد بأننا لم نلعب بالحرارة المطلوبة، رغم أننا وضعنا اللاعبين في أحسن الظروف، حيث سوينا جزءا معتبرا من مستحقاتهم العالقة، كما حاولنا أن نقضي على كافة مشاكلهم، ولكنهم لم يكونوا في مستوى المسؤولية أمام المدية، وضيعوا علينا فوزا كان سيجعلنا نتنفس بعض الشيء، بالنظر إلى وضعيتنا الصعبة في سلم الترتيب العام. لقد تحدثنا إليهم وأخبرناهم بأن عدة لاعبين في الجزائر يحلمون بحمل قميص الشباب، وتقاضي أجور كالأجور التي نمنحها لهم، وهي العبارات التي أتمنى أن تؤثر فيهم، وتجعلهم ينتفضون في قادم المناسبات. هناك من حمّل الإدارة مسؤولية الإخفاقات، ما رأيك؟ من حق الأنصار انتقاد الجميع، خاصة وأن وضعية الفريق أصبحت جد صعبة، ولكن يجب أن تعلموا أمرا مهما، وهو أنني لم أشرف على الفريق خلال مرحلة الذهاب، أين بصم على نتائج كارثية بأتم معنى الكلمة. لقد تم تعييني خلال مرحلة الإياب فقط، وأنا أعمل جاهدا من أجل إنقاذ الفريق من شبح السقوط، ولكن «يد وحدة ما تصفقش»، وبدون اللاعبين لن نصل إلى المبتغى. أنا لن أقوم بدورهم ولن أشارك في مكانهم، وأتمنى فقط أن يشرفوا العقود التي تربطهم بالشباب، خاصة وأن غالبيتهم تتقاضى أجورا كبيرة جدا. المشكل ليس في صفقات الميركاتو الشتوي بل الصيفي ..ولكن هناك من اتهمك بالهروب بعد التعثر أمس الأول أمام المدية؟ لست من النوع «الهراب»، وأنا أتحمل كافة مسؤولياتي، وسأعمل المستحيل رفقة من معي على إنقاذ الفريق من شبح السقوط. لقد كنت برفقة مسؤولي شركة أشغال «آبار» الذين سجلوا تواجدهم بقسنطينة من أجل تحفيز اللاعبين، حيث قمت بنقلهم إلى فندق الخيام، من أجل الحديث مع اللاعبين صبيحة السبت، كما تنقلوا معي إلى ملعب الشهيد حملاوي، وتابعوا اللقاء بالكامل، قبل أن أرافقهم إلى المطار من أجل العودة إلى العاصمة. لست متعودا على الهروب، وسأظل خلف الشباب إلى غاية النجاح في ضمان البقاء. كثر الحديث عن صفقات الميركاتو الشتوي، خاصة في ظل قلة مشاركات العناصر المنتدبة، ماذا تقول بخصوص هذا الموضوع؟ لا أدري لماذا الحديث بإسهاب عن صفقات الميركاتو الشتوي، والفريق قام بصفقات ليست جيدة في الميركاتو الصيفي؟. أعتقد بأن مثل هذه الأمور لا تسمن ولا تغني من جوع، خاصة وأن المدرب هو المسؤول الأول والأخير عن الخيارات الفنية، هو يعتمد بكثرة على مزاري وربيح، و بخصوص البقية فهو يحاول توظيفهم حسب حاجته إليهم. كيف ترى مستقبل الشباب الذي أصبح من أبرز الفرق المهددة بالسقوط؟ لدينا ثقة كبيرة وأملنا أكبر في إبقاء الفريق ضمن حظيرة الكبار. نحن بحاجة إلى الدعم والمساندة فقط، وبحول الله سنصل إلى المبتغى. لقد أصبحنا مطالبين بحصد أكبر قدر ممكن من النقاط، ولحسن حظنا أن هناك عدة مواجهات بين الفرق التي تقاسمنا نفس الوضعية، ولن يقوم أي فريق بمساعدة الآخر، سنلعب مبارياتنا القادمة وكأنها نهائيات كأس. ألا تعتقد بأن توقف البطولة لقرابة شهر كامل ليس في صالحكم؟ توقف البطولة إلى تاريخ غير معلوم مشكل بالنسبة لنا. صحيح أننا طالبنا في وقت سابق بعدم استئناف البطولة إلى غاية تسوية الرزنامة، إلا أننا نود الآن معرفة تاريخ موعد المباراة أمام شبيبة القبائل، من أجل وضع برنامج التحضيرات. لقد عقدت اجتماعا طارئا مع المدرب عبد القادر عمراني صبيحة اليوم (يقصد أمس)، من أجل تشريح الوضعية الحالية للفريق، و كلنا أمل أن ننجح في الإبقاء على الشباب في الرابطة الأولى. هل من كلمة أخيرة؟ أنا مع الفريق إلى آخر جولة، و لن يهدأ لي بال قبل أن نضمن البقاء. ثقتي كبيرة في المدرب واللاعبين، وأستغل الفرصة من أجل توجيه تشكراتي للأنصار الذين دعموا الفريق إلى آخر لحظة نحن نعدهم ببذل قصارى المجهودات من أجل قيادة الشباب إلى بر الأمان.