القذافي ينتظر ضمانات كافية لمغادرة ليبيا نقلت تقارير إعلامية أمس عن مصادر مقربة من الزعيم الليبي معمر القذافي أن "هناك قنوات حوار سرية وغير معلنة تتم في الخفاء وبعيدا عن أعين وسائل الإعلام بهدف التوصل إلى حل سياسي وسلمي" للأزمة الليبية، وذلك رغم التشدد الذي يبديه القذافي وكبار مساعديه عبر وسائل الإعلام العالمية والرسمية. وحسب ذات المصادر، التي طلبت عدم ذكرها، فإن أبو زيد عمر دوردة رئيس جهاز مخابرات النظام الليبي والبغدادي المحمودي رئيس الحكومة ، وشكري غانم رئيس "المؤسسة الوطنية الليبية للنفط"، إلى جانب عبد العاطي العبيدي وزير الخارجية، يسعون للتوصل إلى حل يؤدي إلى وقف إطلاق النار وإيقاف حلف شمال الأطلسي "ناتو" قصفه الصاروخي والجوي على القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية للعقيد القذافي. وأضافت المصادر أن العبيدي أجرى خلال زيارته الأخيرة في تونس محادثات مع مسؤولين من الحكومتين البريطانية والفرنسية بهدف استكشاف إمكانية إبرام اتفاق لخروج القذافي ونظام حكمه، مشيرة إلى أن المفاوضات ما زالت في مراحلها الأولى ولم تسفر بعد عن بلورة أي صيغة. وكشفت المصادر النقاب عن أن القذافي معني عبر مبعوثيه وكبار مسؤولي نظام حكمه بالبحث عن خروج مشرف من السلطة يضمن عدم ملاحقته هو وأي من أفراد أسرته وكبار مساعديه، إلى جانب تعهد المجتمع الدولي بعدم السعي إلى اعتقاله لاحقا بأي شكل أو تحت أي ذريعة. من جهته، أكد مسؤول في الحكومة الليبية حسب ذات التقارير وجود تفاوت في وجهات النظر داخل عائلة القذافي ودائرة المقربين منه وأن هناك من يدعوه إلى استكمال المعركة حتى آخر طلقة وآخر نفس، وهناك من يقول إنه حان الوقت للرحيل. وقال المسؤول إن "القذافي يميل إلى البقاء، لكن ما فهمته في الأحاديث الجانبية أنه مستعد للمغادرة إذا ما تلقى ضمانات كافية لإقناعه بأمنه وأمن أسرته لاحقا". وتابع المسؤول: "ضمن عائلة القذافي هناك من يقول له دعنا نرحل وكفى، وإن ابنه الأكبر محمد يتبنى هذا الخط، لكن المعتصم وهانيبال والساعدي يقفون في الجهة المقابلة ويرفضون الرحيل، بينما موقف سيف الإسلام الابن الثاني للقذافي يتراوح بين هذا وذاك"، لافتا إلى أن القذافي وعائلته مشغولون الآن بالتفكير في ماذا سيقول عنهم التاريخ، وأن القذافي لا يريد أن يكون مجرد صفحة في تاريخ الشعب الليبي تم طيها، لأنه معني بشكله وبنظرة الناس إليه طوال الوقت. إلا أن مسؤولين آخرين مقربين من القذافي قالوا في المقابل وفقا لما نقلته تلك التقارير الإعلامية أنه ليس صحيحا على الإطلاق أن القذافي يفكر في الاستسلام وقبول ما يطرحه المعارضون المسلحون بشأن إمكانية التجاوز عن ملاحقته، إذا ما قرر الخروج باتجاه إحدى الدول الأفريقية. منى الناحية العسكرية يواصل الناتو إظهار إصراره على تدمير ما تبقى من قدرات عسكرية للزعيم الليبي. و في هذا السياق كشفت صحيفة ميل أون صندي الصادرة أمس أن سلاح الجو الملكي البريطاني سيستخدم قنابل خارقة للتحصينات لتدمير مراكز القيادة الرئيسية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وقالت الصحيفة أن قنابل (بيفواي) المحسنة والموجهة بالليزر يبلغ طول الواحدة منها نحو أربعة أمتار ومصصمة لاختراق الخرسانة المسلحة، وسيتم نشرها في غضون أيام مع مقاتلات تايفون وتورنادو البريطانية التي تنفذ عمليات في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي ضد قوات القذافي من قاعدتها الجوية جيويا ديل كولي في ايطاليا. وأضافت أن قنابل بيفواي استخدمت في غزو العراق عام 2003، وهي دقيقة بحيث يمكن توجيهها من خلال فتحات التهوية في المباني من مسافة تصل إلى نحو 16 كيلومتراً. وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام القنابل الخارقة للتحصينات في ليبيا جاء بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إرسال مروحيات أباتشي لمهاجمة المنشآت العسكرية الرئيسية للعقيد القذافي. وأعلنت بريطانيا الأسبوع الماضي أنها سترسل في غضون الأيام القليلة المقبلة أربع مروحيات هجومية من طراز أباتشي إلى ليبيا للمشاركة في العمليات الجوية لحلف الأطلسي، فيما كشف رؤساء الأجهزة الأمنية البريطانية أن القذافي يختبئ في مشفى مختلف كل ليلة لتفادي قنابل مقاتلات منظمة الناتو. وذكرت تقارير صحفية أن معلومات استخباراتية جمعها جواسيس بريطانيون وأمريكيون وفرنسيون الأسبوع الماضي بأن القذافي أصبح مذعورا جدا ومقتنعا بأن أعضاء بارزين في مؤسسته العسكرية يخططون لاغتياله، وتخلى عن الإقامة في مراكز القيادة المحصنة والمنازل الآمنة ولجأ إلى المستشفيات.