الأزمات الاقتصادية لا تعالج بحلول إدارية قال عمارة بن يونس رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، أمس الاثنين، أن الأزمة الاقتصادية بالجزائر لا يمكن بأي حال معالجتها بحلول إدارية لوحدها بل تحتاج إلى حلول اقتصادية ترتكز على تنويع المداخيل و مصادر التمويل و تطوير المنتوج، و مسايرة التطور الحاصل في مختلف دول العالم بالتوجه نحو اقتصاد السوق الاجتماعي، و التخلي بصفة نهائية عن التوجهات الاشتراكية. و أكد عمارة بن يونس في لقائه بمناضلي الحزب و خلال تصريحات إعلامية بولاية برج بوعريريج، أن مقترحات و توجهات الحزب واضحة، مبرزا طموح حزبه للحصول على تأييد واسع من قبل المنتخبين و المواطنين لكي تكون له كلمة في البرلمان، و المراهنة على التطور و توسع القاعدة النضالية للحركة الشعبية الجزائرية، مستدلا في ذلك بحصولها على المرتبة الثالثة في الانتخابات المحلية الفارطة، ودخولها التشريعيات القادمة في 47 دائرة انتخابية عبر الوطن. و أكد رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، على أن اقتراحات الحزب واضحة و بارزة للعيان، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الهامة و معالجة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الجزائر بفعل الإعتماد الكبير على مداخيل البترول و التبعية لقطاع المحروقات، داعيا الطبقة السياسية إلى ضرورة التوافق و العمل على انتهاج الطرق الحديثة بدل تمسك بعض الأحزاب بالعقلية الاشتراكية التي زالت بحسبه مع زوال المعسكر الشرقي، و تلاشت حتى بمعاقل هذا النظام بالصين و روسيا و ألمانيا الشرقية و غيرها من بلدان المعسكر الشرقي سابقا، التي سايرت التطور في النظم الاقتصادية و توجهت إلى اقتصاد السوق .و أوضح عمارة بن يونس أن الجزائر تعاني من مشاكل اقتصادية، عادة ما تبرز في الاهتزازات و عدم استقرار أسعار بعض المواد واسعة الاستهلاك على غرار الارتفاع المسجل مؤخرا في أسعار الخضر و الفواكه، مرجعا ذلك إلى عدم استقرار معدلات الإنتاج و تميزها بالموسمية، فضلا عن النقص المسجل في مجال التخزين و الصناعات التحويلية، ما يجعل السوق تحتكم إلى قانون العرض و الطلب و تسجيل لهيب في أسعار بعض المنتجات خارج موسمها و فترات إنتاجها . و زيادة على هذا قال بن يونس، أن الجزائر بحاجة أيضا إلى بناء مجتمع يقدر قيمة العمل و عدم الاكتفاء بانتقاد السياسة الاقتصادية، مشيرا إلى العزوف الكبير للجزائريين عن العمل في بعض القطاعات، خصوصا قطاع البناء و الأشغال العمومية و الفلاحة و تفضيل مناصب العمل المريحة، ما يدفع إلى الاستعانة باليد العاملة الأجنبية لملء الفراغ و انجاز مختلف المشاريع، مستدلا باللجوء إلى الصينيين في مجال البناء و الأشغال العمومية، داعيا الجزائريين إلى التشمير عن السواعد لبناء اقتصاد متكامل و قوي لا يتأثر بالهزات و الأزمات الاقتصاية العالمية .و ختم بن يونس بإبراز موقف حزبه من مختلف القضايا، بالقول أن شعارهم في هذه الحملة الانتخابية هو «من أجل ديمقراطية هادئة» و هو نابع من إيمان الحزب بعدم وجود حلول خارج الممارسة الحقيقة للديمقراطية و احترام مختلف الآراء، بدل الخروج إلى الشارع الذي لا يجني منه المجتمع -كما أضاف- إلا الخراب و الدمار، و استدل بما يجري من أزمات في مختلف الدول العربية التي تمكنت فيها دول و قوى أجنبية من زعزعة استقرارها بتحريض أبنائها على إثارة الفوضى و تأجيج الشارع العربي، ما أدى إلى الخراب و الدمار الذي لا زالت تبعاته متواصلة بأغلب الدول التي سار مواطنوها في هذا التوجه الذي يحمل في ظاهره نوايا للتغيير، لكنه في الباطن إفراز لخطط خارجية لا تريد الاستقرار للشعوب العربية، و تساءل في هذا السياق، عما جنته ليبيا و العراق بعد اغتيال الرئيسين صدام حسين و معمر القذافي و ما تبع ذلك من اضطرابات.