الأحزاب ترمي بثقلها في الفايسبوك لاستمالة الناخبين كثفت العديد من الأحزاب السياسية ، منذ انطلاق الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي المقبل من استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الفايسبوك بهدف استقطاب الناخبين ودعوتهم للمشاركة بقوة في الانتخابات، من خلال نشر البرامج الحزبية و مختلف النشاطات والتجمعات التي ينظمها المترشحون وقيادات مختلف التشكيلات السياسية. وأولت معظم هذه الأحزاب السياسية و المترشحين للموعد الانتخابي المقبل، أهمية كبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما الفايسبوك في تنشيط حملتها الانتخابية عبر هذا الفضاء الأزرق، حيث تم إنشاء لهذا الغرض العديد من الصفحات التي خصصتها لعرض برامجها الانتخابية و قوائم مرشحيها و صور و مقاطع فيديو تضم مختلف النشاطات والتجمعات الشعبية التي تم تنشيطها من طرف المترشحين وقادة هذه الأحزاب في إطار الحملة على مستوى مختلف ولايات الوطن. وفي هذا الإطار نشر حزب التجمع الوطني الديمقراطي، عبر صفحته على الفايسبوك مقطع فيديو للأمين العام للحزب أحمد أويحيى يتحدث فيه عن البرنامج الانتخابي للحزب وما يتعلق بالمحور الخاص بمواصلة تحسين الحوكمة ، إضافة إلى صور ومداخلات تخص التجمعات الشعبية التي نشطها الأمين العام للحزب عبر عدة ولايات مند انطلاق الحملة الانتخابية ، من جهتها نشرت جبهة القوى الاشتراكية على موقعها على الفايسبوك مختلف النشاطات التي قام بها الأمين الوطني الأول عبد المالك بوشافة ومختلف إطارات الحزب، كما تم الإعلان عن برامج التجمعات التي سينظمها الحزب في أطار الحملة الانتخابية ، وبدوره باشر تحالف حركة مجتمع السلم «حمس» حملة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي سيما الفايسبوك، من خلال العديد من الصفحات التي تم إنشاؤها لهذا الغرض، إضافة إلى الصفحة الخاصة برئيس الحركة عبد الرزاق مقري ، هذا الأخير والذي نشر صورا لمختلف النشاطات التي قام بها منذ اليوم الأول للحملة ، إضافة إلى مقاطع فيديو لتدخلاته يشرح فيها برنامج البديل الخاص بالتحالف وكذا التجمعات الشعبية التي نشطها على مستوى عدة ولايات ، إضافة إلى وجود صفحة خاصة برئيس جبهة التغيير ومتصدر قائمة التحالف في العاصمة عبد المجيد مناصرة ، كما نشرت الحركة الشعبية الجزائرية برنامجها و تقارير عن التجمعات التي ينشطها رئيسها عمارة بن يونس، كما أنشأ مترشحو هذا الحزب حسابات خاصة لهم عبر الفايسبوك، فيما نشر البعض منهم فيديوهات يعرضون فيها محاور برنامج الحزب. و من جانبه، أعلن حزب جبهة التحرير الوطني عبر موقعه الإلكتروني عن قناة تلفزيونية على الإنترنت و نشر الحزب عبر صفحته على الفايسبوك و موقعه الالكتروني برنامجه الانتخابي و تقارير مرفقة بصور و فيديوهات عن المهرجانات الشعبية التي ينشطها الأمين العام للحزب جمال ولد عباس و مترشحون في الحزب . كما باشرت تشكيلات سياسية أخرى أيضا حملتها الانتخابية عبر الفضاء الأزرق ، على غرار التكتل الإسلامي، الاتحاد من أجل النهضة والعدالة و البناء والذي يضم ثلاث أحزاب إسلامية وفي هذا الصدد ، أوضح القيادي في جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، أن وسائط التواصل الاجتماعي يتم استعمالها من طرف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، بكل قوة ، مشيرا إلى أنه تم فتح صفحات لهذا الغرض على مستوى كل الولايات وعلى المستوى الوطني للترويج للعملية الانتخابية وشرح البرنامج الانتخابي وتعريف المواطنين بأهداف الاتحاد، وأضاف في السياق ذاته، بأن الاتحاد يستعمل كل الوسائل للتعريف ببرنامجه ، معتبرا أن هذه الوسائل الجديدة تستعمل وتستغل في الإطار الايجابي لمحاربة العزوف الانتخابي وتصويت الناخبين على قوائم الاتحاد ، من جانبه اعتبر رئيس جبهة التغيير ومتصدر قائمة تحالف حمس في العاصمة عبد المجيد مناصرة، أن وسائط التواصل الاجتماعي مهمة بشكل كبير في التواصل مع الشعب الجزائري خاصة الفئة الشبانية و التي تعيش في هذه الفضاءات لذلك يكون الاهتمام بها بشكل كبير، مشيرا إلى صفحات حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير و الصفحات الولائية والخاصة أيضا بالمترشحين والتي تستخدم كلها خلال الحملة، وقال أن هناك تنويع فيما يخص هذه الوسائل، حيث يتم نشر أخبار ونشاطات المترشحين والتجمعات التي يتم تنظيمها وكذلك النشر المباشر بالفيديو، فهي حملات شفافة ومباشرة بفضل هذه الوسائط -كما اضاف- مبرزا دورها الكبير في استقطاب أصوات الناخبين، لاسيما فئة الشباب والفئة المتعلمة وأوضح مناصرة ، أن الشباب غالبا ما يستقي المعلومة ويحدد مواقفه من خلال هذه الوسائط الاجتماعية. من جانبه، أوضح رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي ، أن مناضلي الحزب، وكذا المتعاطفين معه ينشطون على مستوى الفايسبوك للتعريف ببرنامج الحزب ونشاطاته خلال الحملة الانتخابية، معتبرا أن وسائط التواصل الاجتماعي وسيلة للإعلام، وأضاف تواتي بأن الوسائل التكنولوجية تعطي المعلومة في وقتها وتقوم بترويج أحسن للمعلومة في حالة الاستعمال الجيد لهذه الوسائط الاجتماعية التي تكون بها حرية تعبير أكبر، خلافا لبعض وسائل الإعلام الأخرى والتي قد تكون لديها بعض التحفظات حسبه. من جانبه ذكر مرشح الحركة الشعبية الجزائرية على مستوى العاصمة جمال معافة ، أن هناك صفحتين لقيادة الحزب على الفايسبوك وهناك صفحات أخرى أيضا لمترشحي الحزب على مستوى العاصمة وفي باقي الولايات، وأضاف بأن الحركة تستعمل بطريقة جيدة هذه المواقع، واعتبر بأنها وسيلة من وسائل التواصل، بالإضافة إلى الوسائل الكلاسيكية للإعلام، وأوضح معافة، أن تشريعات 2017 من الممكن أن تبين أهمية هذه الوسائط في استقطاب الناخبين سيما فئة الشباب. شبكات التواصل الاجتماعي فرضت نفسها و لا مفر منها أما الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار ، فقد أكد من جهته، أن شبكات التواصل الاجتماعي فرضت نفسها وأنه لا مفر منها ، خصوصا وأن عدد المشتركين في الجيل الثالث يتجاوز 25 مليون جزائري، كما أن عدد الحسابات النشطة على الفايسبوك تصل إلى 17.7 مليون حساب نشط جزائري، وكذلك يوجد حوالي 9.7 حساب في اليوتيوب و 4 ملايين حساب في تويتر ، هذه الأرقام تبين أن هناك عدد كبير من الجزائريين موجودين في هذا الفضاء الجديد الافتراضي، و أوضح قرار، أن هؤلاء المترشحين والأحزاب من بين أهدافهم الأساسية هي تبليغ رسائلهم وإقناع المواطنين ببرامجهم وإقناعهم بضرورة المشاركة في الانتخابات والتصويت على قوائم هذه الأحزاب ، وبالتالي فهذه الوسائط تعتبر أحسن وسيلة يمكن استعمالها -كما قال- خاصة مع العزوف وعدم إقبال المواطنين على القاعات التي تحتضن التجمعات الشعبية، إضافة إلى وجود تكاليف في هذا المجال ، فهذه الفضاءات والشبكات فرصة مواتية للتواصل مع المناضلين والمحبين والمواطنين بصفة عامة، موضحا أنها وسيلة جيدة بشرط أن يحسن الإنسان استعمالها لأن هذا يعتبر تخصص جديد فلا يجب أن نعتبر الفايسبوك مثل الجريدة والخطاب الذي يوضع في الفايسبوك من المفروض أن يختلف عن الخطاب الموجود في التجمعات على حد تعبيره، حيث يجب اختيار الكلمات التي تصل إلى متتبعي الصفحة وكذا كيفية التفاعل والتأثير على الصفحات الأخرى والأمر الثاني -يضيف نفس المتحدث- ، يجب أن يستعمل صاحب الصفحة ، الحزب أو المترشح ذكاءه للتوفيق بين متابعي الصفحة والمتابعين الحقيقيين، ويربط بين ما يعيشه في الفضاء الافتراضي وما يعيشه في الواقع.