تعرف الحملة الإنتخابية لتشريعيات ال10 ماي المقبلة على أسبوعها الثالث استعمال متباين ومحتشم من طرف مختلف التشكيلات السياسية لمواقعها الإلكترونية الرسمية الموجهة للترويج لبرامجها الإنتخابية، حسبما رصدته وأج. فباستثناء بعض الاحزاب السياسية التي قامت بتحيين مواقعها الرسمية خصيصا لهذه المناسبة وتلك التي تمتلك مجرد عناوين لمواقع "معطلة" يلاحظ أيضا ان أغلب التشكيلات السياسية لاسيما منها الجديدة لا تمتلك مواقع إلكترونية رسمية. ومن بين التشكيلات السياسية التي تعول على مثل هذه الدعائم الاتصالية يذكر حزب جبهة التحرير الوطني الذي شهد موقعه عدة تعديلات منها تخصيص بوابة لشرح مختلف جوانب برنامج الحزب مع إمكانية التعليق على مضمونه إلى جانب وضع رزنامة مفصلة لمختلف التجمعات الشعبية واللقاءات الجوارية وأماكن تنظيمها على مستوى كل ولاية. كما تم تزويد ذات الموقع بشريط لأخبار الحزب مدعم بصور وكذا مقاطع فيديو تعرض التجمعات الشعبية والحصص التلفزيونية لمناضلي هذه التشكيلة. ويدعو حزب جبهة التحرير الوطني من خلال موقعه الزوار إلى المشاركة في حوار تفاعلي سيلتقي من خلاله الأمين العام للحزب السيد عبد العزيز بلخادم مع متتبعي نشاطات حزبه مباشرة على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" يوم غد الأحد ابتداء من الساعة السابعة ليلا للرد على تساؤلاتهم وانشغالاتهم لمدة ساعة. ومن جانبه، استخدم تكتل "الجزائر الخضراء" الذي يضم حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني موقعا رسميا موحدا يحمل تصميما خاصا بالحملة الإنتخابية نشر عبره برنامج التكتل و رزنامة الحملة بشكل مفصل مع فيديوهات عن مختلف نشاطات الحزب. كما يقترح الموقع روابط للتواصل مع "التكتل" من خلال صفحاته عبر شبكات التواصل الإجتماعي على غرار "الفايسبوك و التويتر". في المقابل، انحصر توظيف بعض الأحزب لمواقعها الرسمية على نشر برامجها الانتخابية كما هو الحال بالنسبة لموقع التجمع الوطني الديمقراطي الذي اكتفى بعرض برنامج الحزب مع نشر بعض البيانات واللوائح التنظيمية في حين بقيت أغلبية بوابات الموقع غير محينة إذ يلاحظ أن الموقع يحتفظ بقائمة مترشحيه لتشريعيات 2007. من جانبها لم تعول بعض الاحزاب السياسية التي سجلت حضورها في مواعيد انتخابية سابقة على توظيف مواقعها الرسمية في الحملة الإفتراضية على غرار حزب العمال والجبهة الوطنية الجزائرية وحزب الطبيعة والنمو التي لوحظ أن مواقعها الالكترونية الرسمية معطلة. وعقب انقضاء أسبوعين عن انطلاق الحملة الانتخابية التي نشطها ما لايقل عن 44 تشكيلة سياسية إضافة إلى مترشحين أحرار لم تبادر أغلبية الأحزاب الجديدة - بالرغم من التسهيلات التي وفرتها وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال في هذا الشأن- بإنشاء مواقع رسمية معللة ذلك ب"ضيق الوقت". وكان قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال قد أعلن عن جملة من التسهيلات لفائدة المترشحين المشاركين في تشريعيات 10 ماي المقبل لربطهم بشبكة الانترنيت ومساعدتهم لإستحداث مواقع الكترونية خاصة بهم للتعريف ببرامجهم الإنتخابية. ورغم مراهنة الأحزاب السياسية في سباقها للفوز بمقاعد في البرلمان المقبل على الشباب المعروف عنه استخدامه الكبير للشبكة العنكبوتية سجل ان عديد التشكيلات السياسية لم تبذل جهدا كافيا إلى حد الساعة لتوظيف هذه الوسائط الافتراضية قصد استمالة هذه الفئة من المجتمع واقناعها بجدوى برامجها المختلفة. واكتفت تلك الاحزاب باستحداث صفحات خاصة بها على مواقع التواصل الإجتماعي سيما موقع الفايسبوك باعتباره الأكثر رواجا في الجزائر مركزة في تمرير خطابها السياسي على الوسائل الإتصالية التقليدية (التجمعات الشعبية و اللقاءات الجوارية و كذا الحصص الاذاعية و المتلفزة) للإتصال المباشر بالهيئة الناخبة. ويناهز عدد مستخدمي الانترنيت في الجزائر ال10 ملايين من بينهم ثلاثة ملايين مرتاد لموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".