فتحت استقالة عبد الحق بن شيخة من على رأس العارضة الفنية للخضر المجال واسعا أمام خيار المدرب الأجنبي الذي طرح في أكثر من مناسبة و بإلحاح خاصة بعد نهاية مونديال جنوب إفريقيا، بعد أن تردد الشيخ سعدان في مواصلة مشواره . غير أن الفاف ارتأت تجديد الثقة في التقني المحلي لضمان الاستمرارية في العمل الذي شرع فيه سعدان و من منطلق أنه كان دائما وراء الإنجازات الكبيرة التي حققتها الكرة الجزائرية على غرار ما صنعه مخلوفي ، خالف ، كرمالي و سعدان في العديد من المناسبات و في مقابل الهدية التي منحها روراوة لبن شيخة فإنها كانت الأخيرة، حيث كان رئيس الفاف قد أكد في شهر فيفري الفارط قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا للمحليين بالسودان أنها آخر فرصة للتقني المحلي لإثبات جدراته في قيادة الفريق الوطني . فشل بن شيخة في مهمته لم يجهض فقط حظوظ الخضر في التواجد في العرس الإفريقي العام القادم وإنما احرق كذلك ورقة التقني المحلي الذي عليه أن ينتظر طويلا قبل أن يعود لتقلد منصب مدرب للفريق الوطني الأول، فالحبل السري الذي كان يربط الرجل القوى في المنظومة الكروية الجزائرية و التقني المحلي قطعه بن شيخة بخسارة أشباله المذلة في مراكش ، كما أن ذلك يوفر الحجة للفاف لطلب خدمات مدرب أجنبي و ما يفرضه من تكاليف مالية باهظة مقارنة بالمدرب المحلي، حتى وإن كانت الهيئة الكروية لا تعاني من نقص في هذا الجانب باعتراف روراوة الذي وصف الفاف بأغنى الاتحاديات على المستوى الإفريقي. الفاف وقبل موقعة مراكش كانت قد ربطت الاتصال بالمدرب الفرنكو صربي حاليلوزيتش الذي لم ينف حديثه مع رئيس الفاف، وفسرت هذه الإتصلات يومها على أنها مجرد جس نبض أو بالون اختبار فيما ذهب البعض الآخر إلى اعتبارها إنذارا غير مباشر لبن شيخة وطاقمه ، المدرب السابق لفيلة كوت ديفوار ليس الوحيد الذي يوجد اسمه في أجندة روراوة الطويلة . المنتخب الوطني أصبح اليوم بحاجة إلى مدرب من العيار الثقيل له القدرة على انتشال الخضر من المستنقع الذي سقطوا فيه خاصة وان تجربة البلجيكيين وساج و ليكانس مازلت عالقة في الأذهان عندما اشرفا على الفريق الوطني في عهدة روراوة (2001-2005). الخيار هذه المرة يجب أن يكون في مستوى الرهانات، وسمعة المنتخب المونديالي لأن عهد كفالي، ليكانس و واسج قد ولى .