ما من حدث يشغل بال الجزائريين في الوقت الراهن سوى مصير العارضة الفنية ل “الخضر” وإن كان المدرب سعدان سيعمر لفترة أطول أم أنه سيتنحّى من منصبه كمسؤول أوّل عن هذه العارضة... لكن يبدو أنّ الرؤية بدأت تتضح بعض الشيء، إذ أنّ آخر الأخبار التي وصلتنا من مصادر لا يرقى إليها الشّك توحي بأنّ الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية محمد روراوة اتخذ قرارا لا رجعة فيه بتدعيم العارضة الفنية بمدربين محليين جدد وتوسيع الطاقم الفني للمنتخب وتوسيع صلاحيات هذا الطاقم وهي الصلاحيات التي ستطال المنتخبين المحلي والأولمبي معا، وذلك سواء إتفق روراوة مع المدرب الحالي سعدان على البقاء أم الرحيل عندما يجلس معه إلى طاولة المفاوضات، وهو قرار يبدو لنا صائبا بما أنّ مطالب الإخصائيين والشعب أيضا صبّت في خانة واحدة وهي توسيع هذا الطاقم الفني وضم مدربين جدد إذا تم الإبقاء على سعدان مدربا. مستشار فني أجنبي وثلاثة محليين في حال بقاء سعدان وحسب مصادرنا الخاصة فإنّ روراوة يعتزم في حال إبقائه على سعدان وتوصله إلى أرضية إتفاق معه خلال الجلسة القريبة التي سيعقداها، أن يستنجد بمستشار فني أجنبي وهو المستشار الذي شرع روراوة في البحث عنه منذ أيام حسب المصادر ذاتها، كما أنه يعتزم تدعيم العارضة بثلاثة مساعدين محليين يقاسمون سعدان المسؤولية بداية من المباراة الودية المقبلة أمام المنتخب الغابوني، وذلك بدلا عن المساعدين الحاليين جلول زهير ولمين كبير اللذين توحي كل المؤشرات بأن مهامهما انتهت بإنتهاء مشوار المنتخب في المونديال. الطاقم كله يشرف حتى على المنتخبين المحلي والأولمبي وفي السياق ذاته علمنا من المصدر نفسها بأن روراوة يهدف من وراء توسيع الطاقم الفني للمنتخب والإستنجاد بثلاثة مدربين محليين من ذوي الكفاءة في هذا المجال إلى الإهتمام بالمنتخبات الثلاثة التي تملكها الجزائر، المنتخب الأول، المنتخب المحلي وكذلك المنتخب الأولمبي الذي يضم المغتربين، حيث لن تقتصر مهمة الطاقم الفني الجديد الذي سيرافق سعدان في حال بقائه على المنتخب الأول فقط، بل أن المهام ستتوسع للإهتمام بالمنتخب المحلي الذي سيكون على موعد السنة المقبلة مع نهائيات كأس إفريقيا للمحليين، بالإضافة للمنتخب الأولمبي الذي تنتظره تحديات لا تقل أهمية هو الآخر. الإنتقاء من هذين المنتخبين عند الحاجة ودائما حسب مصادرنا، فإنّ رواروة سيطلب من الطاقم الفني الجديد الذي سيعمل رفقة سعدان إن توصل إلى إتفاق رسمي معه، أن يكون الإهتمام شديدا بالمنتخب المحلي بالنظر إلى العناصر والمواهب التي يزخر بها لاسيما تلك التي تلعب في الهجوم لعل وعسى يجد من بينها العناصر الهجومية التي إفتقدها المنتخب الأول في جنوب إفريقيا، حيث سيتحول المنتخب المحلي مستقبلا إلى المنتخب الذي يتم اللجوء إلى لاعبيه المتألقين والبارزين لتدعيم المنتخب الأول عند الحاجة، وكذلك المنتخب الأولمبي الذي سيضم من لم يتجاوزوا 19 أو عشرين سنة على غرار بودبوز للوقوف على إمكاناتهم الحقيقية على أن يتحولوا بعدها إلى المنتخب الأول، وكل هذا بفضل الطاقم الفني الموسع الذي يعتزم روراوة تشكيله بعد الجلسة التي ستجمعه بالمدرب سعدان في الساعات القليلة القادمة. الثلاثي المحلي يتقدّمه بن شيخة حتى الآن وحاولنا أن نحصل على أسماء المدربين المرشحين لتدعيم العارضة الفنية للمنتخب لكننا فشلنا في ذلك بسبب تحفظ روراوة عن ذكر الأسماء التي يعتزم ضمها، لكننا علمنا بأن المدرب الحالي للمنتخب المحلي عبد الحق بن شيخة واحد من المدربين الذين سيكونون ضمن التعداد الجديد ل “الخضر” سواء بقي سعدان أو رحل، وذلك بعدما تيقنت “الفاف” من أنه الرجل المناسب للوضع الحالي، فيما لم نتأكد من الاسمين الآخرين رغم أن بعض المصادر أكدت لنا أن بيرة قد يكون ضمن التعداد هو الآخر نظرا إلى ما يملكه من كفاءة وخبرة في مجال التدريب. مدرب أجنبي والطاقم المحلي نفسه في حال عدم بقاء سعدان الحالة الثانية التي حسب لها روراوة حسابها هي رحيل سعدان، حيث سيتم اللجوء حينها إلى ورقة المدرب الأجنبي الذي باشر روراوة البحث عنه أيضا، على أن يكون الثلاثي المحلي الذي وقع عليه الإختيار لمساعدة سعدان مستقبلا ضمن طاقم هذا المدرب الأجنبي، والمهمة التي ستوكل لهذا الثلاثي المحلي في حال بقاء سعدان ستوكل له مع المدرب الأجنبي في حال رحيل المدرب الحالي أي الإشراف على المنتخب الأول والإهتمام بالمنتخبين المحلي والأولمبي وإنتقاء أحسن عناصرهما وضمها إلى المنتخب الأول. سيتحوّل إلى المديرية الفنية وإذا قرر روراوة الإعتماد على ورقة المدرب الأجنبي، فإنه سينصب سعدان مديرا فنيا للمنتخبات الثلاثة، وهو المنصب الذي علمنا أن مدربنا الحالي يرغب في تقلّده من الآن عوض أن يخوض تجارب أخرى مع “الخضر” قد تجعل الضغط يشتد عليه أكثر مما هو عليه الآن، وهو الذي سئم كل الضغوط الممارسة عليه من هنا وهناك. روراوة سيفصل في الأمر فور عودته من جنوب إفريقيا وستترسم إحدى الحالتين مباشرة بعد عودة روراوة من جنوب إفريقيا، حيث سيلتقي مع سعدان وسيخبره بأنه قرر تدعيم العارضة الفنية بمدربين محليين جدد بدلا عن المساعدين الذين كانوا من قبل وسيطلب منه أن يبقى للعمل معهم، وإذا لم يعترض سعدان فإن سيبقى وفقا للشروط الجديدة ل روراوة (تدعيم الطاقم الفني بمدربين محليين ومستشار فني أجنبي)، وإذا لم يوافق فإن مصيره سيكون التحوّل إلى مدير فني على أن يخلفه مدرب أجنبي يعمل إلى جانب بن شيخة ومن سيقع عليهما الإختيار لاحقا. في كلتا الحالتين القرار صائب لأن الطاقم الفني سيتوسّع ومهما يكن، فإن قرار تدعيم العارضة الفنية بمستشار أجنبي وثلاثي محلي خالص يبدو قرارا صائبا، لأن القرارات يومها لن تكون إنفرادية بل ستّتخذ بإجماع كل أعضاء هذا الطاقم الموسع، لاسيما إذا كان هذا الطاقم يضم مدربين يملكون من الكفاءة ما يجعلنا نتفاءل بتحسن الأمور، ويبدو القرار صائبا حتى في حال تعيين مدرب أجنبي لأن هذا المدرب سيكون مرفوقا بالثلاثي المحلي ذاته الذي قد يعمل مع سعدان في حال بقائه.