يجتاز ابتداء من اليوم أزيد من 700 ألف طالب البكالوريا التجريبية في جميع الشعب، تحضيرا للامتحانات الرسمية التي ستنطلق يوم 11 جوان المقبل، وذلك تزامنا مع حملة أطلقها مستشارو التوجيه والإرشاد عبر عديد المقاطعات لتشجيع الطلبة على صيام بعض أيام الامتحانات التجريبية، بهدف تهيئتهم نفسيا لاجتياز شهادة البكالوريا في شهر رمضان. ولاقت الحملة التحسيسية التي قام بها بعض مستشاري التوجيه والإرشاد ترحيبا من قبل جمعية أولياء التلاميذ، التي أيدت الفكرة، لأنها تهدف حسب رئيس التنظيم خالد أحمد، إلى إعداد الطلبة المرشحين لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا للتأقلم مع شهر الصيام، وتحضيرهم نفسيا لإجراء هذه الامتحانات المصيرية التي ستتزامن مع شهر رمضان، واختبار مدى قدرتهم على التركيز والتعامل مع المواضيع التي ستطرح عليهم وهم ممسكين عن الطعام، خاصة بالنسبة للمواد الأساسية التي تتطلب التحضير الجيد والاستعداد النفسي، لتجنب الارتباك أو فقدان القدرة على التركيز. وأكد السيد بلقاسمي مستشار التوجيه والإرشاد بالمقاطعة التربوية لبئر توتة بالعاصمة في تصريح للنصر، أن مبادرة تشجيع الطلبة على صيام بعض أيام الامتحانات التجريبية، لقيت صدى إيجابيا لدى العديد من طلبة الأقسام النهائية، الذين حرصوا على تطبيقها في امتحانات الفصل الثاني، موضحا أن الفكرة تم تعميمها أيضا على تلاميذ السنة الرابعة متوسط، على اعتبار أن امتحانات نهاية هذه المرحلة من التعليم ستجري بدورها في شهر رمضان، مؤكدا أنها ظهرت في البداية غريبة لدى بعض التلاميذ بحكم صغر سنهم، لكن سرعان ما تقبلوها بفعل نجاح عملية التحسيس، مؤكدا أن مستشاري التوجيه سيسهرون على مرافقة التلاميذ المقبلين على إجراء الامتحانات الوطنية، فضلا عن توعيتهم بأهمية المشاركة في الامتحانات التجريبية، التي ربط الالتزام بإجرائها خاصة بالنسبة للأقسام النهائية، بمدى متانة العلاقة بين الطلبة ومستشاري التوجيه، وضرورة التعامل معهم على أنهم شركاء في قطاع التربية الوطنية، بدل إعطائهم الأوامر، التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية. في حين تحفظ رئيس نقابة «الكنابست» مزيان مريان على الفكرة، بحجة أنها ليست المرة الأولى التي تنظم فيها امتحانات شهادة البكالوريا خلال شهر رمضان، قائلا إنه شخصيا شارك في الحراسة وتصحيح المواضيع أثناء شهر الصيام، مذكرا أيضا بأن الدورة الجزئية لشهادة البكالوريا التي نظمت السنة الماضية بعد تسريب المواضيع تمت في رمضان، دون أن تطرح أي إشكال لدى الطلبة، رافضا أن تتحول هذه الامتحانات العادية إلى كابوس بالنسبة للطلبة، لأن الصوم لا يوقف آلية التفكير، كما أنه لا يؤدي إلى تعطيل الحياة العادية، بل هو مجرد عبادة، وأنه على الممتحنين أن يتقبلوا فكرة اجتياز شهادة البكالوريا وهو صائمين، مع الالتزام بجملة من السلوكات، من بينها عدم السهر، وتفادي التحضير في آخر لحظة للامتحانات، اعتقادا منهم أن المراجعة المبكرة لن تمكنهم من تخزين كافة المعلومات، لأن جهاز العقل قادر على إخراج المعطيات واستغلالها في الوقت المناسب. وفي سياق متصل عبر رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد عن قلقه جراء اتساع ظاهرة عزوف الطلبة على اجتياز البكالوريا التجريبية، وكذا التغيب عن عملية تصحيح المواضيع، بحكم أن المعدل السنوي لا يحتسب في الشهادة، مؤكدا أن الكثير منهم يتحججون بالتفرغ للمراجعة ومتابعة الدروس الخصوصية، في حين أن المشاركة في البكالوريا التجريبية تعد حسبه أحسن طريقة للتحضير النفسي للطالب، في ظل إمكانية أن تتضمن نفس المواضيع التي يمكن أن تطرح على المترشحين في الامتحان الرسمي، معبرا في ذات السياق عن أسفه لإهمال بعض المرشحين متابعة دروس الفصل الثالث في الأقسام، داعيا الوزارة لاتخاذ إجراءات صارمة للحد من ظاهرة الهجران المبكر للأقسام من طرف طلبة البكالوريا، لأن إتمام العام الدراسي من شأنه أن يعزز وفق تأكيده، حظوظ الراسبين في إعادة السنة، أو في إجراء تربصات أو اجتياز مسابقات للالتحاق بمجال التكوين.