استقرار في أسعار الخضر و الفواكه و اللحوم عشية رمضان سجلت أسعار الخضر والفواكه واللحوم بأسواق مدينة قسنطينة، على غير العادة استقرارا وانخفاضا محسوسين عشية رمضان، وسط إقبال وتهافت شديدين من المواطنين، وهو ما من شأنه أن يفتح المجال بحسب فيدرالية تجار الجملة للمضاربين و الانتهازيين لرفع الأسعار ، التي يؤكد بأنها مرشحة للانخفاض أكثر، ابتداء من اليوم الثالث للشهر الفضيل. حيث فرضت الوفرة الكبيرة لمختلف المنتجات الفلاحية، منطقها على السوق وتجاوز العرض مستوى الطلب، لكن هذا الوضع بحسب مصادر من الإتحاد الولائي للتجار، لن يستمر طويلا في حال تزايد التهافت الكبير للمواطنين على السلع وتخزينها مخافة ارتفاعها مجددا. وبحسب ما رصدناه في جولة استطلاعية، قادتنا إلى بعض أسواق قسنطينة والمدينة الجديدة علي منجلي، لاحظنا أن سعر البطاطا من النوعية الجيدة تراوح في مختلف الأسواق ما بين 40 و50 دينارا ، كما تأرجحت أسعار الطماطم ما بين 40 و 60 دينارا، فيما استقر ثمن الفلفل عند سقف 60 دينارا ، لتصل أسعار الفاصوليا الخضراء "الزليقو" والبصل إلى 130 و 50 دينارا على التوالي، فيما لامس سعر الجزر سقف 70 دج وتوقفت أسعار الخس والقرعة "الجريوات" في حدود 50 دينارا، وهو ما استحسنه المواطنون، الذين طالبوا بتكثيف الخرجات الرقابية ومحاربة المضاربة، من خلال مراقبة أسواق الجملة والتجزئة. و سجلت أسعار الفواكه أيضا انخفاضا محسوسا، رغم التخفيض الكبير لحصص الإستيراد، كما ساعدت الأجواء الحارة على دخول المنتوج بقوة إلى الأسواق، حيث تراوح سعر الخوخ بين 70 و 160 دينارا بالنسبة للنوعية الجيدة، والمشمش بين 120 و 200 دينار، أما الفراولة فقد نزلت إلى حدود 140 دينارا، و حب الملوك فقد تأرجح فيما بين 450 و 700 دينار، في وقت تراجع فيه ثمن البطيخ والدلاع إلى 50 دج للكيلوغرام، فيما لا تزال أسعار الموز والتفاح على حالها، ولامست حدود 320 دينارا للأول وألف دينار بالنسبة للثاني. وخلافا لما يحدث بغالبية أسواق المدينتين، فقد سجلت أسعار الخضر والفواكه بسوق العصر الشعبي وببعض طاولات وشاحنات البيع الفوضوية، انخفاضا نسبيا مقارنة بباقي الأسواق، حيث لمسنا فارقا في الأسعار، ما يوحي باستغلال بعض التجار لهذه الفترة، كما وقفنا على توافد عدد كبير من المواطنين على اقتناء مختلف السلع، حيث ذكر تجار بأن السلع تنفد قبل منتصف النهار، كما طالبوا بمحاربة التجارة الفوضوية التي قالوا بأنها تتسبب لهم في خسائر و مشاكل مع المواطنين. وسجلت أسعار اللحوم البيضاء، استقرارا رغم ارتفاعها الطفيف، حيث تراوح سعر الكيلوغرام من الدجاج ما بين 280 و 270 دينارا، ارتفاع برره تجار التجزئة باستغلال المربين لهذه الفترة لتعويض خسائرهم، التي تكبدوها في الأشهر الماضية، مشيرين إلى أن أسعارها في سوق الجملة مرتفعة أيضا وأن هوامش الربح لم تتجاوز ما هو معتاد، أما في ما يخص اللحوم الحمراء فقد حافظت على استقرارها، فيما ذكر تجار بأن الإقبال تراجع عليها نظرا لتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، وكذا التخوفات من مصادر اللحوم المجهولة لاسيما بعد توسع ظاهرة الذبح العشوائي بشكل كبير. ويؤكد مصدر من الإتحاد الولائي للتجار، بأن الأسعار جاءت خلال هذا العام منخفضة على خلاف الحمى المجنونة، التي كانت تميز الأسواق عشية شهر رمضان، كما أشار إلى أن تهافت المواطنين على اقتناء السلع من أجل تخزينها وجشع بعض التجار يعدان السببين الرئيسيين في تسجيل الارتفاعات، مؤكدا بأن مختلف السلع والمنتوجات متوفرة في أسواق الجملة، بحسب قوله. و ذكر رئيس فيدرالية تجار الجملة للخضر والفواكه عمار بولحلايس، بأنه قد تم تسجيل وفرة غير مسبوقة و بأسعار منخفضة عكس الأعوام السابقة، مع زيادة طفيفة فقط في سعر البطاطا بسبب اقتراب نفاد مخزون ولاية مستغانم وعدم دخول منتوج واد سوف بقوة إلى الأسواق، إلا أنه أكد بأنها قد ترتفع في حال استمرار المستهلكين في التهافت، ما قد يتسبب بحسبه في قلب معادلة العرض والطلب وفتح المجال أمام من أسماهم بالمضاربين و الانتهازيين، بحسب تعبيره.