التهبت أسعار الخضر والفواكه قبل أيام من عيد الأضحى بأسواق مدينة قسنطينة و وصلت إلى مستويات قياسية وسط تذمر وعزوف من طرف المواطنين على اقتنائها، حيث وصف إتحاد التجار الأسعار «بالفاحشة» و بعض التجار «بالإنتهازيين»، فيما تؤكد فيدرالية تجار الجملة، بأن الأسعار عشوائية و مبالغ فيها بالنظر إلى استقرارها في سوق الجملة بالإضافة إلى الركود والوفرة في الإنتاج. ووجد المواطنون ككل عام أنفسهم أمام وضع صعب نتيجة الإرتفاع الكبير في بورصة أسعار الخضر والفواكه عشية عيد الأضحى، أين يستغل بعض تجار التجزئة والوسطاء حاجة المواطنين وإقبالهم على اقتناء الخضر والفواكه في المواسم. وحسب ما رصدناه في جولة استطلاعية قادتنا إلى بعض أسواق المدينة، لاحظنا أن سعر البطاطا من النوعية المتوسطة وصل إلى 65 دينارا بسوق «فيروندو» بشارع بلوزداد، كما بلغت 60 دج في سوق بومزو، كما تراوح سعر الطماطم فيما بين 110 و120 دينارا، كما تراوح سعر الفلفل بنوعيه ما بين 130 و150 دينارا، لتصل أسعار الفاصولياء الخضراء «الزليقو» والبصل إلى مائتي وسبعين دينارا على التوالي، فيما لامس سعر الجزر سقف المائة دينار. ووصلت أسعار الخس والقرعة «الجريوات» مستويات قياسية، لم يعهدها المستهلك، حيث وصل سعر الأول إلى 220 دينارا بينما تراوح سعر الثاني ما بين 200 و240 دينار للكلغ، ما أثار حفيظة واستياء المواطنين الذين فضل غالبيتهم التجول بالأسواق ومراقبة الأسعار، حسب ما أكده لنا تجار بسوق «فيروندو» و «بومزو»، الذين أرجعوا الارتفاع إلى نقص المادتين لدى الفلاح وتلفها بسبب الحرارة الشديدة التي عرفتها المنطقة، في الوقت الذي لم تسجل فيه أسعار الفواكه الإستنثاء من حيث الارتفاع، حيث تراوح سعر العنب ما بين 180 و200 دينار بعد أن كان ثمنه لا يتجاوز سقف 140 دينارا في أسوء الأحوال كما بلغ سعر التفاح 230 دينارا للنوعية المتوسطة.وخلافا لما يحدث بأكبر سوقين بوسط المدينة، سجلت أسعار الخضر والفواكه بسوق العصر الشعبي وببعض طاولات وشاحنات البيع الفوضوية، انخفاضا نسبيا مقارنة بباقي الأسواق، حيث لمسنا فارقا في الأسعار يتراوح ما بين 40 و50 دينارا، باستثناء البطاطا التي بلغ سعرها 50 دينارا بالنسبة للنوعية الجيدة، ما يوحي باستغلال بعض التجار لهذه الفترة، كما وقفنا على توافد عدد كبير من المواطنين على اقتناء مختلف السلع. ويشير مصدر من إتحاد التجار، إلى وجود العديد ممن أسماهم بالتجار «الانتهازيين» الذين يستغلون هكذا مواسم لممارسة طقوسهم المسيئة للمهنة والمواطن بصفة خاصة، لكنه أكد بأن غياب هياكل تنظمية وعدم اهتمام جميع المصالح المعنية بالمستهلك والتاجر على حد سواء، أدى إلى انتشار ظاهرة العشوائية واستغلال الفرص، حيث ذكر على سبيل المثال بأن النقص الكبير في غرف التبريد ينجم عنه عدم استقرار في التوزيع والتمويل، وهو ما يؤدي إلى عجز في الحفاظ على استقرار الأسعار، كما أكد بأن مشكل نقص الأسواق الجوارية يؤدي بدوره إلى تسلل فئة الوسطاء إلى السوق و تضخيم الفوارق المالية بين سعري الجملة والتجزئة الذي طالما يتجاوز نسبة 50 بالمائة، ما يجعل المواطن تحت مطرقة بارونات الوسطاء والتجار وسندان غلاء الأسعار على حد تعبيره. من جهته ذكر رئيس فيدرالية تجار الجملة للخضر والفواكه، بأن الأسعار بسوق الجملة لم ترتفع و تعرف استقرارا نتيجة الركود الحاصل ما أدى بالتجار إلى تكبد خسائر بفعل بيعهم لسلع بأقل من أثمانها الأصلية،حيث أكد المتحدث بأن سعر البطاطا ذات النوعية الجيدة لم يتجاوز 42 دينارا، أما بالنسبة للمتوسطة فإنه تراوح ما بين 33 و30 دينارا في حين أن الطماطم تتراوح ما بين 30 و40 دينارا وأحيانا تنزل إلى مستوى 20 دينارا، في حين أن البصل لم يتجاوز30 دينارا، أما بالنسبة للعنب فإن سعر النوعية الجيدة لم يتجاوز 120 دينارا أما باقي الأنواع، فقد ذكر بأن الصندوق الواحد من حمولة 7 كلغ لم يتجاوز 200 دينار، مشيرا إلى أن الفارق كبير بين أسعار الجملة والتجزئة، بسبب عدم وجود ضوابط تنظم السوق التي تعرف تدهورا كبيرا سواء على مستوى التنظيم أو الفعالية على حد ذكره.