تعرف بعض المناطق الجبلية الجافة بقالمة، أزمة مياه حادة تنذر بصيف صعب على السكان و المواشي التي تعد المصدر الوحيد للمعيشة، إلى جانب الزراعة البسيطة، و قال سكان من تلك المناطق، بأن الكثير من المنابع المائية قد توقفت عن النشاط في بداية الصيف، و تراجع منسوب الآبار العميقة بشكل مقلق. منابع جفت و سكان الأقاليم الجبلية يواجهون وضعا صعبا بقالمة و يطالب هؤلاء السكان، بإطلاق مشاريع جادة للتنقيب عن المياه الجوفية، و مساعدة سكان الأقاليم الجبلية الجافة على مواجهة الوضع، في ظل موجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة في السنوات الأخيرة، و التي أدت إلى تراجع الاحتياطات الجوفية و السدود، و اختفاء المنابع الصغيرة التي ظلت الممون الرئيسي لسكان الريف منذ سنوات طويلة، قبل أن تتأثر و تختفي تماما. و أضاف السكان الذين تحدثوا للنصر، بأن تكاليف التنقيب عن المياه الجوفية مكلفة للغاية و تحتاج إلى ترخيص و إجراءات إدارية و تقنية معقدة، مؤكدين على أن مديرية الري وحدها القادرة على إيجاد حل للأزمة المستفحلة بالمناطق الجبلية التي تنعدم بها الحواجز المائية و الآبار ذات المنسوب الكافي. و تواجه قطعان المواشي هي الأخرى نفس الإشكال بالأقاليم المتضررة من أزمة الجفاف غير المسبوقة، و التي تضرب ولاية قالمة منذ نحو 3 سنوات متتالية، و يحاول أصحاب المواشي توفير المياه باستعمال الصهاريج، لكنهم يقولون بأن هذا ليس حلا، و هم ينتظرون تحرك السلطات الولائية لبعث مشاريع التنقيب و تزويد المشاتي بالمياه، و إنقاذ تربية المواشي و الدواجن و الزراعات المعاشية البسيطة من تأثيرات موجات الجفاف القوية التي صحرت مناطق بأكملها، و تكاد تغير طبيعة عدة أقاليم جبلية و سهول واسعة بقالمة.