كشف مصدر من وحدة الجزائرية للمياه بولاية برج بوعريريج أن 18 نقبا من أصل 50 المتواجدة في البلديات التي تقوم الوحدة بتسييرها قد جفت بعد أن أثر شح مياه الامطار على المياه الجوفية وهو ما أدى إلى اتخاذ اجراءات استعجالية لتغطية النقص وتوفير هذه المادة الضرورية للسكان. وقد بدأت التخوفات لدى مصالح ولاية برج بوعريريج في ظل الانخفاض المحسوس في منسوب مياه سد "عين زادة" الذي يعتبر الممون الرئيسي لسكان الولاية، حيث وصل إلى 47 مليون متر مكعب بعد أن كان شهر جانفي الفارط في حدود 65 مليون م3 حيث بدأ الجفاف يؤثر على المياه الجوفية على غرار بلدية الحمادية جنوب الولاية مما استدعى تغيير برنامج التوزيع مرة واحدة كل 4 أيام كما قامت السلطات الوصية بتسجيل حفر بئرين لتدارك النقص، بالاضافة إلى تسجيل مشروع تجديد شبكة الماء الشروب في كل من حي 1044، والقطاع (د) وسط الولاية والذي سينطلق في القريب العاجل بمبلغ 55 مليار سنتيم ويدخل في اطار العمليات الاستعجالية وتموينه من طرف الصندوق الوطني للمياه للقضاء على التسربات المائية. وحسب المكلفة بالإعلام فإن مصالح وحدة الجزائرية للمياه انطلقت مؤخرا في عملية تنظيف منشآت الري على مستوى "سد عين زادة" تحسبا لحلول فصل الصيف لمحاربة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه وضمان نوعية جيدة للمياه الموزعة، حيث ستمس العملية 89 خزانا انتهت الأشغال بأغلبيتها ماعدا الخزانات المنتشرة ببلدية برج بوعريريج بالنظر لطاقتها الاستيعابية الكبيرة. كما أطلقت بلدية أولاد أبراهم في أقصى الجهة الشرقية الجنوبية للولاية، عديد المشاريع المتعلقة بقطاع الموارد المائية للتقليل من النقص المسجل في المنشآت القاعدية، خاصة ما تعلق منها بخزانات المياه وكذا الآبار في انتظار تسجيل المشروع الحلم لتوصيل سكان البلدية بمياه سد عين زادة في إطار المشروع الضخم الذي استفادت منه دائرة رأس الوادي. وأكدت مصادر من البلدية على تقدم أشغال إنجاز خزان مائي بقدرة استيعاب تصل ألف متر مكعب على مستوى البلدية مركز، لتدعيم قدرات التخزين بالبلدية بهدف إنهاء مشكل التذبذب في توزيع المياه، وتهيئة المنشآت القاعدية تحسبا للمشاريع المستقبلية خصوصا ما تعلق منها بتزويد المنطقة من مياه سد عين زادة فضلا عن المشاريع المسجلة لتهيئة وإنجاز الآبار تحسبا لفصل الصيف الذي يسجل فيه تراجع كبير في منسوب المياه. ولم تقتصر تحركات مصالح البلدية ومديرية الموارد المائية في مواجهة مشكل شح المياه ونقص الهياكل القاعدية على مقر البلدية فقط، بل امتدت إلى باقي القرى، حيث استفادت قرية الشرارحة من مشروع هام لإنجاز خزان مياه دخل حيز الخدمة مؤخرا، ما خفف على سكان المنطقة مشكل نقص التدفق، كما ساهم في التقليل من حدة التذبذب الحاصل في عملية التوزيع بالمنطقة والتجمعات السكانية التي استفادت هي الأخرى من مشاريع لإنجاز شبكات توزيع المياه. من جانب آخر أبدى السكان استياءهم من سوء تسيير مخزون المياه بالآبار والمنابع التي تتوفر عليها البلدية، وعدم ضبط برنامج جدي لمواجهة أزمة الماء من خلال تموين السكنات بمياه الصهاريج، مثلما كان معمولا به في السنوات الفارطة، حيث كانت سلطات البلدية تعتمد في عملية التموين على الجرارات المزودة بخزانات المياه بالإضافة إلى تحديد برنامج لتغطية حجم الاحتياج المتزايد عبر شبكات المياه، وضبط فترات معلومة لكل حي في البلدية.