سكان المناطق الجبلية الجافة يتطلعون إلى إطلاق برنامج التنقيب و حفر الآبار تشهد الأقاليم الجبلية الجافة بولاية قالمة نقصا كبيرا في الموارد المائية بسبب موجة الحر التي تعاني منها الولاية في السنوات الأخيرة حيث جفت الآبار التقليدية و قل منسوب المنابع المائية بالعديد من المناطق مما ينذر بأزمة مياه حادة قبل حلول موسم الأمطار. و قال مزارعون و مربو مواشي بالأقاليم الجبلية الجافة بأنهم يعيشون وضعا حرجا بسبب الجفاف و أن الأشجار المثمرة و قطعان المواشي تمر بمرحلة صعبة منذ بداية الصيف مناشدين قطاع الموارد المائية بإطلاق برنامج قطاعي للتنقيب عن المياه الجوفية و حفر الآبار و مساعدة السكان على تحديد مصادر المياه من خلال مسح جيوتقني حتى لا تضيع جهودهم في الحفر السلبي الذي كلفهم الكثير على مدى السنوات الماضية مؤكدين بأن الآبار السطحية الصغيرة التي يحفرونها تمتلئ في الشتاء و تجف خلال الصيف و أن ما يقومون به في كل مرة مبني على تخمينات و فرضيات غير مجدية في غياب الوسائل التقنية المتطورة التي تسمح بتحديد مصدر المياه الباطنية و العمق الذي توجد فيه. و من النادر أن يعثر مزارع أو موال على بئر ذات منسوب إلا عن طريق الصدفة كما حدث مؤخرا ببلدية بوحمدان أين قادت الصدفة مقاولة طرقات الى اكتشاف بئر ذو منسوب معتبر بجوار الولائي 27 . و يرى المتتبعون لوضعية الاقتصاد الريفي بولاية قالمة بأن نقص المياه يعد من الأسباب الرئيسية لضعف مؤشر التطور و استقرار السكان الذين يعتمدون على الزراعات البسيطة و تربية المواشي كمصدر أساسي للمعيشة. و قد أبدى بعض السكان استعدادهم للمساهمة في تمويل برنامج التنقيب و الحفر إذا تأكد فعلا و جود المياه الباطنية مؤكدين بأنهم يعانون من صعوبات كبيرة في البحث عن خبراء التنقيب و جلب عتاد الحفر حيث تحتاج العملية الى إجراءات إدارية معقدة و رخص خاصة. و يتطلع سكان المناطق الجبلية الجافة الى مبادرة من قطاع المياه تشمل المشاتي التي تعاني من الجفاف خلال الصيف و ذالك بتشكيل فرق تقنية متخصصة للتنقيب عن المياه تتنقل الى المناطق المتضررة لمساعدة السكان في تحديد موقع المياه الباطنية و إنهاء أزمة استمرت سنوات طويلة و حالت دون استقرار السكان و تطور الاقتصاد الريفي بالعديد من الأقاليم الجبلية.