ورشة لإعداد قاموس مصغر لمزغنة المحيط و توزيع عشرات الكتب حطت، ليلة أول أمس، القافلة الأدبية المخلدة لمئوية ميلاد الكاتب مولود معمري رحالها بمدينة جيجل، و ضمت العديد من الوجوه الفنية و الأدبية و فرق مسرحية، كما حملت معها مكتبات متنقلة، تحتوي مئات الكتب، منها مؤلفات للكاتب الراحل. قال الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد الذي ترأس الوفد للنصر، بأن الهدف من القافلة التي ستجوب ثلاث ولايات، هي جيجل، عنابة و بومرداس، تخليد الذكرى المئوية لميلاد الكاتب مولود معمري في سياق الاعتراف باللغة الأمازيغية بعد سنة من دسترتها، كون المرحوم قدم الكثير في الحقل الأمازيغي، و ذلك من خلال إنشاء قاموس مرجعي للغة و قواعدها ، و ترجمة ذلك من خلال زيارة عديد الولايات. و أضاف المتحدث بأنه تم تسطير برنامج مكثف طيلة ثلاثة أيام، إذ سيتم الاطلاع على 120 مؤلفا باللغة الأمازيغية توجد ضمن المكتبات المتنقلة ، موضحا بأنه من المقرر أن تزور المكتبات المتنقلة عديد البلديات بالولاية، حتى تكون في متناول الجمهور ليتعرف أكثر على الإصدارات ، و أضاف المتحدث بأنه سيكون للمكتبة الولائية بجيجل و مكتبة بلدية زيامة منصورية حصة معتبرة من الكتب، حيث سيتم توزيع قرابة 360 كتابا في كل مكتبة، تتعلق في مجملها بقواميس و أبحاث علمية و مقررات للتدريس، و سيتم العمل داخل هاته المنشأة على تخصيص فضاءات لتشجيع المطالعة باللغة الأمازيغية. و أشار الأمين العام للمحافظة عن برمجة ورشات حول الترجمة بالمجمع السياحي الصخر الأسود، تضم طلبة جامعيين متحصلين على شهادة ماستر أو ماجيستير في اللغة و الثقافة الأمازيغية ، سيقومون بإعداد قاموس مصغر لمزغنة المحيط، كمشروع أولي، سيساهم في رفع الترجمة باللغة الأمازيغية، وأضاف المتحدث بأنه سيتم عرض مسرحية بعنوان «العاصفة «، بدار الثقافة عمر أوصديق، و المقتبسة من كتابات الراحل، ستعمل على تجسيدها فرقة «نوفا» من كلية اللغة الفرنسية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، بالتنسيق مع مديرية الثقافة و المسرح الجهوي» كاتب ياسين». و أوضحت مديرة الثقافة بجيجل بأن الفرصة كانت جد مواتية لتكون عاصمة الكورنيش، أول محطة تحط بها الرحلة، مؤكدة بأنه تم القيام بعمل جبار من أجل تجسيد الفكرة، خصوصا و أن المنطقة تعرف في هذه الفترة، إقبالا كبيرا من قبل السياح و المصطافين، و تحقيق احتكاك ما بين المواطنين و ما تحتويه القافلة الأدبية، خصوصا و أن جل النشاطات المبرمجة ستكون في فضاءات مفتوحة عبر بلديات العوانة، جيجل و زيامة منصورية، و أضافت المتحدثة بأن الفرصة متاحة لفائدة فناني الولاية للاحتكاك مع فنانين و أدباء قدموا للتعريف بالثقافة الأمازيغية. و أوضح الاستاذ و الكاتب غابلو محمد الشريف من جامعة الجزائر 2 بأن العمل الفني و العمل الأدبي للمرحوم مولود معمري حطم النظرة الإقصائية حول الثقافة الأمازيغية من خلال وضع أساس جيد و مفيد، وتجسيده لقاموس تارقي فرنسي، و البحث في الفضاء التاريخي و الأنثروبولوجي في الجنوب الجزائري خصوصا في منطقة تيميمون، و اعتبر المتحدث بأن العمل المكثف للمفكر الجزائري عبر مرحلتين ساهم بشكل كبير، في المكافحة بالقلم و المقاومة الفكرية ضد المستعمر الفرنسي، و أوضح بأنه كان يوقع تحت إسم «سي قدور» أو «إبراهيم بوعكاز» للتمويه، أما بعد الثورة، فواصل كفاحه للحرية الشاملة في الفضاء الأدبي و الهوية الجزائرية، على أساس أن الهوية الأمازيغية، تحمل بعدا وطنيا عبر مختلف ولايات الوطن، و تكون مكسبا للشعب الجزائري، و قال المتحدث بأن المرحوم رفض أن تحطم الفلسفة و الإيديولوجية الفرنسية، الاستقلال الجزائري، حيث قام بحرق بعض الكتب الفرنسية، و منع الإيديولوجية الاستعمارية التي اغتصبت حقوق الجزائريين، أن تنتشر وسط الشباب الجزائري ، وتحطم الشخصية الوطنية الجزائرية، و قد ثمن الأستاذ القافلة الأدبية، كونها ستعمل على تحطيم بعض الأفكار السلبية ضد الثقافة و الحضارة الأمازيغية، مؤكدا بأن مولود معمري حمل معه نظرة موحدة، ويعتبر خير مثيل لتجسيد الفكرة و الرؤية للاحتكاك بين أبناء الوطن الوحيد، و توحيد الكلمة الجزائرية مع مختلف أساليبها اللغوية. وقد ثمن المشاركون في القافلة المبادرة التي قامت بها المحافظة السامية للأمازيغية بالتنسيق مع وزارة الثقافة لتخليد مئوية ميلاد الكاتب مولود معمري، وخلق فضاء لاحتكاك الفنانين و المثقفين فيما بينهم.