موسم اصطياف مؤجل بولاية جيجل تشير الأرقام الرسمية التي سجلتها مؤخرا ولاية جيجل إلى وجود إقبال كبير على مختلف شواطئ الولاية، حيث ذكرت مصالح الحماية المدنية بأن عدد المتوافدين على الشواطئ فاق مليون مصطاف منذ بداية موسم الاصطياف، و هذا الرقم لا يعكس إلا جزءا من واقع توافد السياح و المصطافين إلى الولاية السياحية، فجل الأحاديث، حسب سماسرة كراء المنازل، تدور حول تأجيل الكثير من الراغبين في الاصطياف بعاصمة الكورنيش إلى ما بعد ظهور نتائج شهادة البكالوريا، و ليس لذلك علاقة بمقاطعة الولاية، عكس ما يتم الترويج له عبر بعض صفحات الفايسبوك ، ورغم الحركة الكبيرة التي يعرفها شاطئ كتامة و ميناء بوالديس بعاصمة الولاية في الفترة الليلية، إلا أن الإقبال يظل ضعيفا، مقارنة بالسنوات القليلة الماضية. روبورتاج: كريم طويل معظم الزوار من فئة الشباب النصر وقفت طيلة ثلاثة أيام على الأوضاع في الولاية، فكانت الوجهة ليلا بعد صلاة العشاء إلى الجهة الغربية من الولاية لتفقد أماكن تجمع العائلات ، البداية كانت بمنطقة أولاد بوالنار التي كانت تعرف اكتظاظا على جوانب الطريق كل موسم اصطياف، بسبب توقف مئات السيارات، لتناول العشاء بالمطاعم الموجودة بالمكان، فاندهشنا لما رأيناه، حركة السيارات كانت عادية، سوى بعض المركبات السياحية القادمة من خارج الولاية، كما تدل لوحات ترقيمها. أكملنا السير باتجاه الواجهة البحرية للخليج الصغير، أول ما شاهدناه حظائر للسيارات شبه فارغة، توقفنا قليلا بالمكان، و تقربنا من عون الحظيرة، فأخبرنا بأن جل العائلات التي تحضر إلى هناك من المنطقة، مع وجود بعض العائلات من خارج الولاية، لا يتعدى عددها عدد أصابع اليد، على حد تعبيره، و أوضح المتحدث بأنه في الفترة الصباحية، جل السيارات من خارج الولاية، و التي تتوقف بالحظيرة، تكون مليئة بالشبان. وأضاف المتحدث بأنه ، حسب خبرته في الميدان لسنين طويلة، فإن السبب وراء ضعف الإقبال على الولاية خلال هاته الفترة، راجع إلى التأخر في إعلان نتائج امتحانات البكالوريا، و العطل التي يستفيد منها العمال. أكملنا رحلتنا باتجاه بلدية العوانة، و لدى مرورنا بجانب الواجهة البحرية للعوانة، لاحظنا توافد بعض العائلات، و قال لنا صاحب كشك لبيع المأكولات « رغم وجود عائلات بالمكان، إلا أن عددها ضعيف، مقارنة بما كان متوقعا بعد شهر رمضان، كما أن العائلات الموجودة، و حسب لهجتها، تنحدر من الولاية، أو من مناطق مجاورة ، على غرار ولاية سطيف، و بجاية». و قد لاحظنا بدورنا بأن عددا كبيرا من السيارات المتوقفة تحمل ترقيم ولاية جيجل. مقاه مغلقة و مطاعم و أكشاك شبه خالية في زيامة دفعنا الفضول إلى أن نكمل السير إلى غاية ميناء زيامة منصورية، و نحن نسير على محور الطريق الوطني رقم 43، و نستمتع بالهواء العليل و النقي بالكورنيش الجيجلي، كانت أنظارنا متجهة إلى لوحات ترقيم السيارات المارة بالطريق، و معظمها تحمل داخلها مجموعات من شباب، و لدى مرورنا بمنطقتي أفتيس و تازة، وجدناهما شبه خاليتين، حتى المقاهي الموجودة، استسلم مالكوها للأمر الواقع و أغلقوها في ساعات مبكرة. أما المطاعم فكانت شبه شاغرة، ولدى وصولنا إلى الواجهة البحرية بزيامة منصورية، تفاجأنا كثيرا لأن جل الكراسي بالأكشاك الموجودة كانت غير مشغولة، و قد غلب عليها عنصر الرجال ، أما العائلات الحاضرة لدى تواجدنا هناك فلم تتعد 15عائلة، وقد اصطف أبناء المنطقة على طول الواجهة البحرية يستمتعون بالهواء العليل، واصلنا السير على الأقدام إلى غاية ميناء النزهة المتواجد على مقربة من الواجهة البحرية، و لدى دخولنا الميناء وجدنا الحركة به ضعيفة، فتقربنا من أحد المواطنين وكان رفقة عائلته، فتبين لنا بأنه من ولاية سطيف، و أخبرنا بأنه يفضل قضاء عطلته ببلدية زيامة منصورية شهر جويلية من كل سنة ، و أضاف بأن أصدقاءه طلبوا منه حجز شقق لهم بالمنطقة في شهر أوت المقبل. في اليوم الموالي قصدنا بعض شواطئ عاصمة الولاية، المعروفة بإقبال المصطافين ، فكانت وجهتنا شاطئ المنار الكبير، توقفنا بحظيرة السيارات المتواجدة بالشاطئ، و لاحظنا بأن جل السيارات الموجودة تحمل ترقيم الولاية، و بعض الولايات المجاورة، على غرار سكيكدة، ميلة، قسنطينة، سطيف، و ولايات من الجنوب الجزائري. توجهنا إلى مالك مرش، فأخبرنا بأن توافد العائلات من خارج الولاية جد ضعيف هاته الأيام، و السبب ،حسبه، أن العطلة الحقيقية لم تبدأ بعد لدى جل الجزائريين. و أكد بدوره أحد حراس الشواطئ، بأن إقبال العائلات محتشم في هاته الفترة، مشيرا إلى أن عنصر الشباب هو الغالب في الشاطئ، موضحا» نشاهد إقبال العائلات خلال عطلة الأسبوع، أو في الفترة المسائية بعد الساعة الرابعة ، و جلها تأتي من عدة مناطق بالولاية، بصراحة لم يحن موعد زيارة عائلات من خارج الولاية». حجوزات بالجملة للشقق في أوت ولمعرفة تاريخ قدوم زوار الولاية، اتصلنا بالعديد من سماسرة كراء المنازل، فقال لنا معظمهم بأن الاتصالات الهاتفية التي تلقوها من قبل زبائنهم المعتادين، كانت من أجل حجز شقة خلال شهر أوت، و أضاف المتحدثون بأن جل العائلات التي تفضل الكراء بالولاية، عائلها موظف. و أكد عماد الذي يملك 20 شقة، يقوم بكرائها في موسم الاصطياف « معظم المتصلين لحجز شقة، برروا سبب تأخرهم عن زيارة الولاية، بانتظار الإعلان عن نتائج البكالوريا، لأن أحد أبنائهم أو أقربائهم الذين يرافقونهم في العادة، ضمن الممتحنين في شهادة البكالوريا»، و أضاف « كل الشقق التي أقوم بكرائها عادة محجوزة، من نهاية شهر جويلية إلى غاية انتهاء شهر أوت». أما سمير، فذكر بأن الدورة الثانية لإجراء امتحان البكالوريا، و تأخر الإعلان عن النتائج النهائية، تسببا في تغيير تاريخ الحجز لبعض العائلات، «قبل شهر رمضان اتصل بي زبائني المعتادين، وقاموا بدفع العربون وحجز المنازل لقضاء العطلة، و بعد تصريحات وزيرة التربية، اتصلوا بي مجددا، و غيروا تاريخ الحجز إلى شهر أوت القادم»، فيما أشار مالكو فنادق بالمنطقة بأن معظم الغرف حجزت أيضا لشهر أوت. تنقلنا بعد ذلك إلى المدينة الجديدة بمزغيطان و التي تكثر بها الشقق المعروضة للكراء في فصل الصيف، و يوجد بها عشرات المواطنين من خارج الولاية الذي يملكون شققا بالعمارات الجديدة، ، تقدمنا من صاحب محل تجاري، فقال لنا بأن موسم الاصطياف مؤجل إلى الشهر المقبل، موضحا بأن الزبائن الذين يترددون على المحل عادة من القاطنين بالعمارات. تجولنا في الحي، فشاهدنا عشرات نوافذ المنازل مغلقة، و جل السيارات المتواجدة تحمل ترقيم الولاية، اقتربنا من أحد الشباب، فأخبرنا بدوره بأنه يقوم بكراء المنازل في فترة الصيف، و كشف لنا بأن معظم الشقق المخصصة للكراء خالية حاليا.