170 إصابة بالحمى المالطية ببئر العاتر في تبسة كشفت مصلحة الوقاية و الطب الوقائي و علم الأوبئة بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببئر العاتر، عن تسجيل أكثر من 176 حالة إصابة بداء الحمى المالطية « البريسلوز «، منذ بداية العام الحالي عبر تراب البلدية مع تسجيل عدة حالات حرجة، و هو ما يعكس الارتفاع المتزايد لهذا الداء الخطير في ظل غياب الوعي الصحي لدى المواطنين. مصدر من المصلحة قال ل « النصر «، أن شهر ماي الفارط شهد تسجيل أعلى المعدلات ب 63 حالة، و دعا القائمون على المصلحة إلى تضافر جهود جميع المصالح للقضاء على الداء المذكور، قبل استفحال الظاهرة، من خلال تنظيم حملات تحسيسية للمواطنين، و قد أثار التزايد الكبير لعدد المصابين بداء الحمى المالطية مخاوف المصالح الصحية و البيطرية، بعد تسجيل هذا العدد الكبير من المصابين، حيث دعت مصلحة الوقاية مربي الماشية عبر الولاية، إلى التقرب من المصالح البيطرية لتلقيح مواشيهم من الأغنام و الماعز و الأبقار مجانا، ضد الحمى المالطية التي استفحلت بشكل كبير في بعض البلديات، و لاسيما في بلدية بئر العاتر، كما ألحت على ضرورة تلقيح رؤوس الأبقار فور شرائها لمنع انتقال الداء المذكور، كما حذرت المواطنين من خطورة استهلاك الحليب المجهول المصدر، لما يسببه من إصابات بالداء المذكور، لاسيما بعد تزايد الإقبال على تناول الحليب، و يأتي هذا النداء بعد أن سجلت مصلحة الوقاية و علم الأوبئة، المئات من حالات الإصابة بمرض الحمى المالطية الخطير، و الذي ينتقل إلى الإنسان عن طريق تناول حليب الأغنام و الماعز و الأبقار دون غليه، و قد سجلت ذات المصلحة خلال السنة الماضية نحو 200 حالة من المرض ، و يظل عدد المصابين بالداء المذكور غير معروف بدقة لجهل المرضى بخطورته و عدم تقدمهم من المؤسسات الاستشفائية لإجراء التحاليل. و أرجعت ذات المصلحة أسباب تزايد الإصابات في صفوف السكان في المدن و الأرياف و المحيطات الفلاحية و الرعوية بهذا المرض، إلى أن الموالين و المربين لا يكلفون أنفسهم عناء عرض ماشيتهم للمراقبة و المتابعة الصحية الدورية لدى البيطريين المعتمدين لدى المصالح الفلاحية، فضلا عن الخواص و كذا تجنب الإبلاغ عن حالات المرض، خوفا من الخسائر المالية التي تطالهم في حال ذبح مواشيهم المصابة، ما يستدعي من السلطات المعنية التدخل بحزم و صرامة لتطبيق آليات فعالة لتجسيد برنامج مراقبة دقيق و شامل لهذه الحيوانات، بكيفية تسمح بوقاية حقيقية للمواطنين المعرضين إلى الإصابة بهذا المرض الفتاك، و انتشاره بشكل واسع مما يخرجه عن السيطرة، و قد وضعت مديرية الصحة تحت تصرف المؤسسات العمومية للصحة الجوارية فرقا طبية مختصة للتكفل بالحالات المصابة، و كذا لتشخيص المرض و منح العلاج المناسب للمريض بأسرع وقت ممكن، حيث يتم التنسيق مع مصالح البلديات بعمليات رش واسعة بالمبيدات على مستوى المناطق التي اكتشفت بها إصابات بالداء. و حسب أحد الأطباء البياطرة، فإن أعراض المرض تكمن في ارتفاع درجة الحرارة مع تعرق شديد و خصوصا في الليل (حمى غير منتظمة)، و الصداع و آلام الظهر، و آلام المفاصل، فضلا عن شعور المصاب بالإرهاق و التعب و الخمول، ناهيك عن نقصان الوزن، بالإضافة إلى تضخم الكبد و الطحال و الغدد الليمفاوية (عند تقدم المرض و إهمال العلاج)، و أكد مدير الصحة و السكان لولاية تبسة، على أن كلفة علاج مريض واحد بداء الحمى المالطية - البريسيلوز- يكلف الدولة ما بين 120 و 150 مليون سنتيم، و أوضح في ندوة صحفية خصصت لعرض نشاطات قطاعه، بأن علاج هذه الفئة يتم التكفل به مجانا من طرف المصالح التابعة لمديريته.