«عين قجاو».. قرية خارج الزمن على الحدود مع مطار قسنطينة يعيش سكان قرية «عين قجاو» التابعة لبلدية الخروببقسنطينة، ظروفا صعبة، فهم محرومون من مياه الشرب و الغاز الطبيعي و شبكات الصرف الصحي، رغم بعدهم بكيلومترات قليلة عن المحيط الحضري و المطار، حيث باتوا يطالبون بمنحهم استفادات للبناء الريفي، فيما تؤكد السلطات المحلية أن الأراضي تابعة للدولة و ذات طابع فلاحي لذلك يستحيل البناء عليها. تقع قرية «عين قجاو» التي زارتها النصر، على بعد مئات الأمتار من الطريق الرابط بين مدينتي علي منجلي و الخروب على مستوى منطقة البعراوية، حيث يمكن الوصول إليها عبر مسلك ريفي ضيق يبدو أنه قد أنجز حديثا، و على امتداده ينتشر عدد قليل من البيوت، فيما يتجمع غالبية سكان القرية في بيوت هشة مبنية من الطوب و أسقفها من القصدير، و الكثير منها يعود إلى الفترة الاستعمارية، حيث أنها مشيدة من الحجارة و أسقفها من العرعار، و يقع هذا التجمع الذي يضم أزيد من 40 منزلا، بمحاذاة مطار قسنطينة، حيث أن بعض البيوت ملاصقة تماما للسياج الذي يحيط بأرضية المطار. داخل القرية لا يوجد أثر للحضارة، رغم أنها تبعد بكيلومترات قليلة عن منطقة عين الباي و مدينة الخروب، فالسكان يقطعون مسافة طويلة للوصول إلى الطريق حيث يمكنهم ركوب الحافلات، و كذلك التلاميذ خلال الموسم الدراسي، حسب ما أكده بعض قاطني القرية الذين التقيناهم في المكان و سردوا لنا معاناتهم الناجمة عن النقائص الكثيرة، التي يقولون إنهم يعيشون ظروفا صعبة في ظل عدم توفرها. أكبر المشاكل التي تحدث عنها السكان، تتمثل في غياب المياه الصالحة للشرب، فالمنطقة التي تعود نشأتها إلى ما بعد الاستقلال، كانت عبارة عن قرية زراعية، حسب ما أوضحه سكانها من كبار السن، لكنها لم تستفد إلى غاية هذا الوقت من إيصال قنوات المياه الشروب إليها، إذ يعتمد قاطنوها على بعض الآبار المحفورة داخل القرية و التي جف معظمها بسبب قدمها، فيما تلوث ما تبقى منها بمياه الصرف الصحي و أصبح الشرب منها يشكل خطرا على الصحة، فالأطفال كثيرا ما ينقلون إلى المستشفى بسبب تعرضهم لتسممات، على حد تأكيد أوليائهم، الذين أوضحوا بأنهم يشترون مياه الصهاريج، أو المياه المعدنية للشرب، فيما يلجأ من يملك سيارة أو شاحنة، إلى ملء براميل من المصادر القريبة للمياه. وتضم القرية حسبما أوضحه محدثونا من السكان، حوالي 55 عائلة، كلها أودعت ملفات للحصول على السكن الريفي منذ سنة 2012، غير أنهم لم يستفيدوا بعد، حيث أصبح مطلبهم الرئيسي منحهم استفادات للبناء الريفي، كما أن شبكة الغاز لم تصل إلى البيوت، رغم أن مصالح سونلغاز أوصلت الشبكة إلى غاية حدود القرية، على حد تأكيدهم، كما أنهم اشتكوا من انعدام شبكات الصرف الصحي، فالتخلص من المياه المستعملة يتم بطريقة بدائية داخل الحفر، و هو ما خلف تلوثا كبيرا بالمكان، رغم طبيعته الريفية، بينما يتم رمي القمامة بمحاذاة البيوت، وهو ما زاد من حدة التلوث، رغم أن السكان أكدوا لنا بأنهم يقومون من حين إلى أخر بحرقها، أو رميها في أماكن أخرى، بعيدا عن القرية. عضو المجلس الشعبي لبلدية الخروب المكلف بالفلاحة و الري، خليد مراد، و هو المكلف أيضا بمتابعة انشغالات هذه القرية و العديد من القرى الأخرى، أكد أن «عين قجاو» استفادت من عدة مشاريع على غرار الطريق، موضحا بأن المجلس قد صادق على مشروعي شبكتي الصرف الصحي و المياه الصالحة للشرب، و اللذين ينتظر فقط المصادقة عليهما من قبل الوالي، كما أكد بأن الإشكال في عدم توصيل شبكة الغاز، يكمن في أن جدران البيوت هشة و لا تحتوي على أعمدة ما يشكل خطرا على قاطنيها، في حالة وقوع انهيار أو شيء من هذا القبيل. وبخصوص البناء الريفي، أوضح محدثنا، بأنه يستحيل منح استفادات للبناء الريفي في المنطقة، لأنها أراض فلاحية ملك للدولة التي تمنع منعا باتا البناء عليها، مضيفا بأن العديد من سكان عين قجاو استفادوا من السكن الاجتماعي، أما ما تبقى من مواطنين فملفاتهم ستدرس، عندما يحين دورهم. عبد الرزاق.م