يعاني سكان قرى بولعظر وموتاسة وحوش السمار التابعة لبلدية بودربالة أقصى شمال البويرة من غياب مظاهر التنمية المحلية وإقصاء قراهم من مشاريع الغاز الطبيعي والماء الشروب وكذا الصرف الصحي والبناء الريفي بالرغم من مرور تلك الشبكات بالقرب من قراهم دون الاستفادة منها، مطالبين السلطات المحلية بضرورة الالتفات لوضعيتهم وتخصيص مشاريع كفيلة بأن تفك العزلة عنهم. ومن خلال الجولة التي قادتنا إلى تلك القرى والحديث إلى سكانها، تبين حجم المعاناة التي يعانون منها جراء غياب أدنى شروط العيش الكريم وأولها الطرقات الفرعية المؤدية لها والتي تحولت إلى حفر ومطبات تجعل من التنقل عبرها لاسيما في فصل الشتاء أمرا مستحيلا، كما أن أهم انشغال طرحه هؤلاء السكان ولم يجدوا له تفسيرا هو إقصاء قراهم من شبكة الغاز الطبيعي والماء الشروب وهي التي تمر بالقرب من قراهم نحو البلديات القريبة في حين استفادت قرى بعيدة منها، لتبقى معاناتهم مستمرة جراء البرد الذي يطبع المنطقة ورحلة البحث وجلب مياه الشرب من المناطق البعيدة. وقد عبر السكان كذلك عن تذمرهم من تعطل وتأخر استفادتهم من مقررات البناء الريفي، حيث أودع البعض منهم ملفاتهم منذ سنة 2013 دون حصولهم على الاستفادة، وهو ما حرمهم من حقهم والعودة وكذا الاستقرار بمنطقتهم التي تعتبر ريفية بامتياز، فيما طرح آخرون مسألة حرمان أكثر من 10 عائلات بنت مساكنها بالمنطقة دون الاستفادة من الكهرباء لأسباب مجهولة جعلهم يلجأون إلى الربط العشوائي وما يشكله ذلك من خطر في انتظار تسوية وضعيتهم من طرف الجهات المعنية. ويضاف إلى تلك الانشغالات، مسألة غياب شبكة الصرف الصحي التي طال انتظارها بعد أن أصبحت عملية الربط بالشعاب والحفر الصحية مسألة مستحيلة ومهددة للصحة العمومية، حيث طالبوا الجهات المعنية من سلطات محلية بضرورة وضع حد لمعاناتهم والالتفات لها عن طريق تخصيص مشاريع تنموية من شأنها التخفيف عنهم وأهمها ربط مساكنهم بشبكات الغاز الطبيعي والماء الشروب وكذا الصرف الصحي، إضافة إلى منحهم كامل التسهيلات من أجل تشجيعهم على الاستقرار بالمنطقة، على غرار مقررات البناء الريفي والكهرباء الريفية، وكذا تهيئة الطرقات الفرعية والجانبية.