مشاتي جبال دباغ و ماونة بقالمة تختنق بغبار المحاجر يعيش سكان مشاتي جبال دباغ و ماونة بقالمة وضعا صعبا في السنوات الأخيرة بسبب الانتشار غير المسبوق للمحاجر التي تنشط بالمنطقة محولة الفضاءات الطبيعية الواسعة إلى جحيم تصنعه سحب الغبار و حركة الآليات و دوي الانفجارات التي تسمع بين الحين و الآخر عندما يحين موعد الحفر و تفتيت الصخور و تقديمها طعما للمحاجر العملاقة التي تكاد تشوه واجهة الجبل الكبير و تلحق به مزيدا من الخراب. و لم يتوقف سكان مشاتي دباغ و ماونة عن المطالبة بتدخل مصالح البيئة لدراسة الوضع و مدى تأثير هذه المحاجر على الكائنات الحية و النباتات و السكان المجاورين و حقولهم الزراعية و مواشيهم التي تعد المصدر الرئيسي للمعيشة. ويطالب السكان بفرض مزيد من الرقابة على أصحاب هذه المحاجر و إجبارهم على تركيب المصافي و استعمال تقنية المياه لوضع حد للغبار الذي يصل إلى مسافات بعيدة أحيانا تحت تأثير الرياح. و كانت المحجرة العملاقة التي تملكها شركة «كوجال» الأجنبية الأكثر تأثيرا على المنطقة قبل أن تتوقف منذ مدة بسبب مشاكل اعترضت مشروع الطريق السيار شرق غرب في جزئه العابر لولاية الطارف على ما يبدو حيث توقفت هذه المحجرة عن النشاط مخلفة آثارا خطيرة منها تضرر الغطاء النباتي و هجرة الحيوانات البرية التي كانت تعيش هناك منذ عقود طويلة. و تعمل قطاعات البيئة و الصناعة و المناجم و الزراعة و الصحة بقالمة على متابعة وضعية المحاجر بالمنطقة و لا تتردد في التدخل لإجبار أصحاب المحاجر على التقيد بشروط الاستغلال و في مقدمتها المحافظة على البيئة و الصحة. و توجد بولاية قالمة محاجر كثيرة بجبال دباغ و ماونة تحيط بها مشاتي و تجمعات سكانية آهلة و خاصة بجبل ماونة حيث بدأ التوسع العمراني لمدينة قالمة يقترب من المحاجر العملاقة التي بدأت نشاطها هناك منذ عدة سنوات محولة الغابات و السهول الزراعية المجاورة لها إلى فضاء أبيض يغطيه الرماد المعدني الناجم عن تفتيت الحجارة لصناعة الحصى و الرمل و تلبية الطلب المتزايد من قطاع البناء و الأشغال العمومية. و يزداد خطر غبار المحاجر كل صيف لكن أثره يتراجع بشكل كبير عندما تسقط الأمطار و تحول دون تطاير الرماد المعدني من مواقع إنتاج الحصى. و تتطلب تقنية تعويم الحصى بالمياه إمكانات كبيرة لكنها مجدية و تقضي على غبار المحاجر و تحول المحطات العملاقة إلى منشآت صديقة للبيئة.