جمال محمدي حاضر في "سيلا" بعنوانين حول السينما الجزائرية و أعلامها يشارك الكاتب و المخرج جمال محمدي، خلال الطبعة المقبلة من صالون الجرائر الدولي للكتاب، بعنوانين جديدين يتناولان جوانب من تاريخ السينما الجزائرية و مقتطفات من سير أعلامها، الكتاب الأول يحمل عنوان «بوسعادة مهد السينما الجزائرية» ، أما الثاني فقد اختار له الكاتب عنوان « الطاهر حناش عصفور شمال إفريقيا «. الكتابان من الحجم المتوسط و بطبعتين عربية و فرنسية، من إصدارات المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، حيث يتناول العمل الأول تاريخ السينما في منطقة بوسعادة منذ عام 1923 إلى غاية اليوم، كما يستعرض تفاصيل شيقة عن أهم الأفلام العالمية و المحلية التي صورت في باقي المدن الجزائرية. علما بأن الكتاب موجه لفئتي القراء و المختصين على حد سواء، و يهدف لإبراز جوانب من تاريخ السينما في منطقة الحضنة عموما و بوسعادة على وجه الخصوص، و ذلك من خلال محاور رئيسية تتناول نشأة السينما في الجزائر المستعمرة، حيث يقدم الكاتب تصورا عاما موسعا عن قصة دخول الكاميرا إلى الجزائر، قبل أن يستعرض، وفق تسلسل كرونولجي، أهم الأفلام التي صورت أثناء فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، و يتحدث عن فضل ألكسندر بروميو، و هو أول مصور ومخرج سينمائي تطأ أقدامه أرض الجزائر المستعمرة، في نشأة و تطور السينما في بلادنا لاحقا. وفي باب ثان يتطرق جمال محمدي إلى دخول الكاميرا إلى مدينة بوسعادة، مع الإشارة إلى أول و أهم الأفلام المصورة هناك، و كيف أصبحت المنطقة قبلة لمخرجين عالميين و واحة للسينما، قبل أن يعرج في فصل آخر للحديث عن اكتشاف المخرجين للجنوب الجزائري كديكور طبيعي للإنتاج و فضاء لتصوير أفلامهم، وذلك من خلال دراسة و تقديم كل الأفلام التي صورت بالمنطقة منذ سنة 1923 إلى غاية سنة 1964. يتناول الإصدار أيضا، نشأة السينما الجزائرية في الجبال، حيث يذكر الكاتب بالأفلام الجزائرية التي تم تصويرها هناك، سواء تلك التي صورت أثناء الكفاح المسلح أو بعد الاستقلال، إذ كانت البداية في سنة 1956 بشريط « اللاجئون» ، للمخرج سيسيل ديكوغي، و الذي تم تصويره على الحدود الجزائرية التونسية، إلى غاية تصوير مصطفى بديع لآخر فيلم « الليل يخاف الشمس» سنة 1965. وفي محاور أخرى يناقش الكاتب مواضيع مختلفة، على غرار الفضاءات السينمائية في بوسعادة وحلم المدينة السينمائية. العمل الثاني الذي يشارك به الكاتب في المعرض هو « عصفور شمال إفريقيا الطاهر حناش»، وهو بحث في سيرة أحد رواد السينما الجزائرية الذين لم تنصفهم الذاكرة الجماعية و ظلوا مجهولين، بالنسبة للكثير من المتتبعين و حتى السينمائيين، و يتعلق الأمر بالطاهر حناش 1898-1972،حيث يتناول الكتاب علاقة المرحوم بالفن السابع، كممثل و مدير تصوير و مخرج سينمائي ساهم في تأسيس السينما الجزائرية بفضل أعماله، إذ يعد من أوائل الجزائريين الذي درسوا السينما في فرنسا و مارسوها و وضعوا آليات لممارستها في زمن الاستعمار، وهو شاهد على إنجاز أول فيلم ناطق في الجزائر، فضلا عن كونه أول جزائري يستخدم الخدع و المؤثرات الصوتية و البصرية في أفلامه وهو إنجاز غير مسبوق. العمل يتكون من 120 صفحة من الحجم الصغير، و يضم صورا من الأرشيف وقصاصات جرائد و مراسلات، كلها تؤرخ للمسار السينمائي للرجل و تثمنه. تجدر الإشارة إلى أن الجمعية العربية للثقافة السينمائية و مؤسسة البواسل العالمية للإنتاج السينمائي والتلفزيون، أعلنتا مؤخرا عن برمجة اسم الناشط السينمائي الجزائري جمال محمدي ضمن قائمة المكرمين على هامش فعاليات مهرجان الأردن السينمائي الدولي المقرر في منتصف شهر نوفمبر المقبل، حيث سيمنح وسام السينما العربية من الدرجة الأولى، وذلك عرفانا وامتنانا لجهوده المبذولة في خدمة السينما العربية. و يأتي هذا التكريم اعترافا من الجمعية بالأعمال التي قدمها المؤلف والسينمائي الجزائري، لاسيما ما تعلق بتأطيره لعديد المهرجانات و الورشات السينمائية المتخصصة، إلى جانب عضويته في عديد المهرجانات الدولية.