أوقفت مصالح أمن ولاية عنابة أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 37 سنة في الإحتجاجات العارمة التي شهدتها عاصمة الولاية طيلة نهار أول أمس الخميس، و التي أقدم من خلالها العشرات من سكان حي ديدوش مراد على قطع الطريق الإستراتيجي الرابط بين ضاحية الصفصاف و وسط المدينة مرورا بحييهم، و ذلك باستعمال الحجارة و المتاريس و أغصان الأشجار، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية، قبل أن تأخذ الإحتجاجات بعدا مغايرا بدخول المحتجين في مشادات مباشرة مع وحدات الأمن التي تواجدت بعين المكان، مع القيام بعملية تخريبية إستهدفت موقف الحافلات و أجهزة الهاتف العمومي. هذه الحركة الإحتجاجية كانت على خلفية كشف مصالح دائرة عنابة صبيحة الخميس عن قائمة المستفيدين من حصة 136 وحدة سكنية، و هي القائمة المخصصة لطالبي السكن الإجتماعي على مستوى حي ديدوش مراد، و كذا منطقة برمة الغاز ببلدية عنابة، الأمر الذي فجر موجة الغضب لدى العشرات من سكان ديدوش مراد، الذين لم يجدوا أسماءهم ضمن قائمة المستفيدين، مما جعلهم يخرجون إلى الشارع و يقدمون على قطع الطريق، مطالبين بضرورة التدخل الفوري لوالي الولاية، و إتخاذ قرار يقضي بالإلغاء الفوري للقائمة التي تم الإعلان عنها، لأن الإستفادات لم تكن حسبهم من نصيب سوى 15 عائلة تقيم فعلا بحي ديدوش مراد، رغم أن مصالح الدائرة تحصي نحو 1200 طلب على مستوى هذا الحي الشعبي. من هذا المنطلق فقد ذهب المحتجون إلى حد المطالبة بإيفاد لجنة تحقيق في قوائم المستفيدين من السكن الإجتماعي على مستوى دائرة عنابة، لأن اللجنة المعنية تكفلت بدراسة أزيد من 24 ألف طلب، عند ضبطها للقوائم المعنية بالإستفادة من حصة إجمالية بنحو 1960 وحدة سكنية تم توزيعها على دفعات، مع الكشف القوائم المخصصة لكل حي على حدى، إلا أن الإستفادات تبقى تثير تساؤلات المواطنين الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على سكن، و ذلك بالتشكيك في وجود أشخاص كانوا قد إستفادوا في السابق من برنامج السكن بمختلف أنماطه. هذا و قد عرفت ضاحية ديدوش مراد شللا تاما طيلة أول أمس الخميس، لأن المحتجين قاموا بقطع الطريق، و رفضوا في البداية الحوار مع أعوان الأمن، و ألحوا على ضرورة الإستجابة الفورية لمطالبهم، لكن الإقدام على إضرام النيران في العجلات المطاطية و تخريب موقف الحافلات دفع بالفرق الأمنية إلى التدخل، و هي الخطوة التي قابلها المحتجون برشق رجال الشرطة بالحجارة و المقذوفات، و قد تواصلت الإحتجاجات إلى غاية الساعة الثالثة من ظهيرة الخميس، من دون تسجيل عمليات تخريب طالت المؤسسات العمومية. إلى ذلك فإن مصالح دائرة عنابة ستواصل الإعلان عن قوائم المستفيدين من السكن الإجتماعي بعاصمة الولاية، و ذلك بسعيها إلى إحترام الرزنامة التي كانت قد ضبطتها عن شروعها في عملية التوزيع منتصف شهر ماي المنصرم، إذ سيتم في غضون الأيام القليلة القادمة الكشف عن قوائم المستفيدين على مستوى أحياء " لاكولون "، سيدي حرب و الفخارين، رغم أن القوائم التي تم نشرها الأسبوع المنقضي فجرت غليانا على مستوى أحياء " طاباكوب " و طاحونة كوكي و ديدوش مراد، بعدما كانت العمليات الأولى قد مست أحياء وادي الذهب، شومرال، سيتي أوزاس، و حي 11 ديسمبر، و هي عملية تندرج في إطار برنامج الولاية الرامي إلى القضاء على السكنات الهشة، و ذلك بتخصيص حصة 1960 مسكنا لطالبي السكن على مستوى بلدية عنابة، بعد إنجاز مشاريع سكنية على مستوى المدينةالجديدة بضاحية بوخضرة، و كذا بحي بوقنطاس.