نشط المدير الفني الوطني رابح سعدان أول أمس الخميس ندوة صحفية بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، تطرق خلالها إلى الإستراتيجية التي سينتهجها في محاولة لإعادة بعث كرة القدم الجزائرية، وفق ما تعهد به رئيس الفاف الجديد خير الدين زطشي عقب انتخابه على رأس الهيئة المسيرة شهر مارس المنصرم. رابح سعدان الذي كان مرفوقا في الندوة الصحفية بطاقمه المشكل من كل من مدير التكوين عامر شفيق و مدير الفرق الوطنية بوعلام شارف، و مدير التطوير والنخبة بن عودة عبد الكريم، و رئيس قسم الكرة النسوية عز الدين شيح، عمد خلال أول ظهور إعلامي رسمي له منذ تنصيبه إلى الكشف عن إستراتيجية العمل المرتقب إتباعها على المديين المتوسط و البعيد، مشيرا إلى أنه يعمل بالتنسيق و التشاور مع مساعديه وكذا رئيس الفاف، مؤكدا بأنه جلس إلى طاولة العمل مع الرجل الأول في القطاع في أربع مناسبات على مدار شهر واحد من تواجده على رأس المديرية الفنية الوطنية، وهي الاجتماعات التي وصفها بالمفيدة و المجدية، رغم الضغوطات التي تعرضوا لها على حد تعبيره، مشيدا في معرض حديثه بخبرة الرئيس زطشي في مجال التكوين. وعلى اعتبار أن التكوين يعد حجر الزاوية في برنامج الرئيس خير الدين زطشي كشف سعدان ومدير التطوير و النخبة بن عودة عبد الكريم، أن الإستراتيجية المتبعة دفعتهم إلى فتح ورشة كبيرة ترتكز أساسا على بناء أربعة مراكز فنية فيديرالية، و تسعة مراكز أخرى جهوية، وهنا فتح الشيخ سعدان قوسا ليؤكد بأن المركز الفني الوطني بسيدي موسى :» لم يعد كافيا للمنتخبات الوطنية. و ستساعدنا هذه المراكز الفيديرالية كثيرا، و يجب الاعتراف بأنها لن تكون جاهزة بين عشية وضحاها، بل تتطلب فترة من 4 إلى 8 سنوات لإنجازها». وفي سياق ذي صلة قال المدير الفني الوطني بأنه برمج زيارات لعدد من الولايات الأسبوع المقبل، من أجل تنفيذ مشروعه، و قال:» سنتنقل ابتداء من يوم الأحد المقبل إلى معسكر، حيث سنلتقي بمديرية الشباب و الرياضة المحلية لتوقيع محتمل على اتفاقية. و تبقى ولايات أخرى مدرجة في برنامجنا على غرار عنابة و سطيف. سنتحادث مع مسؤولي الرابطات و المدراء الجهويين حول تمويل هذا المشروع». سعدان الذي تأسف لواقع الكرة الجزائرية سيما في مجال العمل القاعدي، الذي يرى فيه خلاص اللعبة عندنا، استدل على ذلك بمنحه أمثلة عن تجارب ناجحة لدى جيراننا في المغرب العربي الكبير، الذين قال بأنهم اعتمدوا في إستراتيجية عملهم على وضع مناهج أعطت ثمارها على المدى الطويل، وهم اليوم بصدد قطف أولى الثمار، من خلال اقتطاع تذاكر تأهل منتخباتها ( تونس و المغرب و مصر) إلى مونديال روسيا المرتقب في الصائفة المقبلة. وأردف المدير الفني الوطني، بأنه سيعمل على إحداث القطعة مع أساليب من سبقوه، في إشارة صريحة إلى الرئيس السابق للفاف محمد روراوة الذي اعتاد إقالة مدربي المنتخبات الشبانية عقب كل إخفاق: «مشكلتنا في الجزائر أننا لا نولي الأهمية المناسبة للتكوين، كما أننا اعتدنا الضرب بعامل الاستقرار الفني عرض الحائط، بدليل أننا لم نمنح الوقت الكافي لطواقم المنتخبات الشبانية في السنوات السابقة، فكل إخفاق لأي منتخب تقابله قرارات بحل المنتخب وإقالة الطاقم الفني، وهذا خطأ نحن في مرحلة التكوين، وعلينا الحفاظ على استقرار أي منتخب حتى في حالة فشله، ومنحه الفرصة على الأقل حتى يصل إلى مرحلة فئة أقل من 23 سنة». كما تطرق سعدان إلى قضية إعادة بعث تكوين الأصناف الشبّانية:» تدوم بطولة الأصناف الشبّانية شهرين فقط، وسنعمل على برمجتها لمدة عشرة أشهر، من أجل بعث عملية التكوين مجددا. ينبغي وضع برنامج عمل خصوصي من أجل بلوغ أهدافنا» متأسفا في سياق حديثه عن «إهمال أغلبية الأندية العمل مع الفئات الصغيرة، والتركيز فقط على صنف الأكابر». وختم الشيخ بالقول:»لقد كانت لنا عدة جلسات عمل من أجل التوصل إلى تحقيق عدة أهداف من بينها، إعداد مخطط عمل لمختلف الأقسام بالإضافة إلى هيكلة المديرية الفنية الوطنية والأمانة، وضبط التركيبة البشرية لمختلف مصالحها، والتي باشرت عملها بالمركز الفني بسيدي موسى تحت إشراف مدير الفرق الوطنية بوعلام شارف».