دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس لإعداد بطاقية وطنية حول الأشخاص دون مأوى، وتقصي الأسباب التي دفعت بهم إلى الشارع، معلنة عن فتح مقرات الهلال الأحمر عبر كافة الولايات خلال موسم الشتاء لاستقبال هذه الفئة، إلى جانب الرعايا الأفارقة إلى غاية إيجاد حلول جذرية بالتنسيق مع هيئات أخرى، مؤكدة أن مؤسستها لا تفرق بين الأشخاص حسب العرق والدين. وناشدت بن حبيلس في تصريح للنصر، مختلف المؤسسات على غرار وزارة الصحة والشؤون الدينية والتضامن الوطني والعمل ووزارة الشباب، إلى جانب الكشافة الإسلامية والجمعيات الخيرية إلى جانب الدرك والأمن الوطنيين، إعداد بطاقية وطنية خاصة بفئة المشردين، عن طريق تشكيل لجنتين تتولى الأولى إحصاء هذه الفئة وجمع كافة المعلومات بشأنها، وتقوم اللجنة الثانية بدراسة أسباب الطاهرة، ومن ثم اقتراح الحلول بإقحام الوزارات المعنية كالصحة للتكفل بالمرضى، ووزارة العمل لإيجاد فرص تشغيل للشباب ومنحهم بريق أمل إلى جانب وزارة الشباب، على أن تتدخل وزارة الشؤون الدينية عن طريق الأئمة للتكفل بالنساء المطلقات او المهملات، بالتنسيق مع الأعيان لتسوية مشاكلهن والعودة إلى أسرهن، مع نقل المسنين إلى دور العجزة بالتعاون مع وزارة التضامن. واقترحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري إجراء دراسة معمقة حول ظاهرة الأشخاص المشردين أو دون مأوى، التي تعد دخيلة على مجتمعنا، وتحريك الضمائر الحية للتكفل بهذه الفئة، وعدم الاكتفاء بمنحهم الأفرشة والوجبات الساخنة، معتقدة أن معالجة الظاهرة لا تتحقق إلا بعودة المجتمع الجزائري إلى قيمه النبيلة المستمدة من التعاليم الدينية والعادات والتقاليد، رافضة بشدة استعمال عبارة دون مأوى لأنها دخيلة عن مجتمعنا وهي تمثل في تقديرها غزوا حقيقيا، وأوضحت أن العمل التنسيقي مع وزارة الشؤون الدينية الذي انطلق فيه الهلال الأحمر الجزائري منذ سنتين سيتم تفعيله من جديد، وأنها ستراسل هذه الأيام وزير الشؤون الدينية لإطلاق حملة تحسيسية تتضمن حث الأسر على التآزر والتضامن، مع محاولة تسوية وضعيات المتشردين بالاتصال بذويهم لإعادة لم الشمل، خاصة النساء المطلقات أو اللواتي تم طردهن من قبل أسرهن لأسباب مختلفة. كما قررت مؤسسة الهلال الأحمر تزامنا مع بداية موسم البرد، فتح كافة مقراتها في جميع الولايات، وتحويلها إلى مراكز إيواء لاستقبال المشردين وكذا الرعايا الأفارقة، مع منحهم أفرشة وأغطية ووجبات ساخنة طيلة فصل الشتاء، خاصة في الولايات التي تشهد تساقط الثلوج على غرار سطيف، وسيشمل الإجراء الرعايا الأفارقة أيضا، وأكدت السيدة بن حبيلس في هذا السياق أن الهلال الأحمر لا يفرق ما بين الفئات الهشة التي يمد لها يد المساعدة، ولا يأخذ بعين الاعتبار الفوارق الدينية أو العرقية أو الجنسية، كاشفة عن توجيه تعليمة للفرق المتطوعة على مستوى الهلال الأحمر للقيام بخرجات ميدانية مستمرة والاتصال بالأشخاص دون مأوى للتكفل بهم، مشددة على أن المؤسسة التي ترأسها لا تنشط في المناسبات فقط، وهي لست إدارة بل فضاء إنساني، وتعمل باستمرار على تحريك الضمائر الحية ومد يد العون للمحتاجين عن طريق الإعانات التي يساهم بها المحسنون، وذكرت بأن الهلال الأحمر لا يحصل على أي ميزانية من الدولة، وهو الخيار الذي قررت المؤسسة تبنيه منذ أن تولت رئاستها، مقابل التركيز على العمل التضامني. ودعت بن حبيلس إلى إيجاد حل جذري لظاهرة التشرد، بحجة أنها ليست قضية وزارة التضامن أو الهلال الأحمر الجزائري لوحدهما، بل قضية قطاعات وزارية مختلفة، فضلا عن هيئات أخرى تنشط في المجال الخيري، وأبدت تأسفها لوفاة شخص دون مأوى بالعاصمة جراء موجة البرد، مقترحة التخلي عن المهرجانات والاحتفالات في إحياء المناسبات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، من بينها اليوم العالمي للمعاقين، مقابل التفرغ إلى العمل الميداني وإيجاد الحلول الجذرية للقضاء تماما على الظواهر الدخيلة على المجتمع الجزائري، خاصة التخلي عن الآباء والزج بهم في دور العجزة.