نزيلات يتعرضن للضرب و الطرد بدار المسنين بالبليدة أمر والي البليدة مصطفى لعياضي بفتح تحقيق في قضية دار العجزة « الآمال» بسيدي يعقوب، بعد الفضيحة التي فجرت منذ يومين و المتعلقة بطرد نساء و مسنات مقيمات بهذه الدار وضربهن وتعذيبهن وحرقهن. وقد تنقل الأمين العام للولاية رابح آيت أحسن، رفقة مدير النشاط الاجتماعي و التضامن إلى دار المسنين، و مباشرة بعد تفقد النزيلات والاستماع لانشغالاتهن، أصدر مدير النشاط الاجتماعي للولاية مراسلة إلى رئيس جمعية مساعدة الأشخاص المسنين الأمل التي تسيّر دار العجزة، يطالبه من خلالها بإعفاء فوري للمدعوة (ز. ز) من مهامها، وذلك تبعا للشكاوى الواردة إليه من قبل النزيلات ، والتي تم التأكد من مضمونها خلال المعاينة الميدانية التي أوضحت وجود تجاوزات من طرف الموظفة. و بعد ساعات من المراسلة التي تلقاها رئيس جمعية مساعدة الأشخاص المسنين، أصدر قرارا بإعفاء الموظفة المذكورة من مهامها، بعد اتهامها بالاعتداء على المسنات المقيمات في دار المسنين. وفي السياق ذاته، وقف الأمين العام للولاية أثناء زيارته لدار الآمال على ظروف إقامة المسنات واستمع لانشغالاتهن، حيث كانت أوضاعهن كارثية واشتكت بعض النساء له من سوء المعاملة من طرف الكاتبة، كما تحدثن عن تعرضهن للضرب والسب والشتم، و تحدثت عجوز أخرى عن تعرضها للحرق من طرف موظفة بالدار. وتشير شهادات نساء مقيمات في الدار، إلى تعرضهن للضرب والسب والشتم وحتى الحرق بالقهوة الساخنة، حيث تحدثت السيدة فاطمة في العقد الخامس، عن تعرضها للضرب عدة مرات من طرف الموظفة المذكورة، كما أشارت إلى تلقيها معاملة سيئة من طرفها، قبل طردها من الدار، ولم تجد أمامها إلا أحد أقاربها ببلدية وادي العلايق لإيوائها. و ذكرت من جهتها السيدة الزهرة بأنها كانت تتلقى معاملة سيئة من طرف تلك الموظفة، إلى جانب السب والشتم، و أكدت السيدة رقية بأنها تعرضت مرات عديدة للضرب والسب والشتم، ولم يتوقف الحد عند الضرب، بل قامت الموظفة المذكورة بحرقها في أحد الأيام بسكب القهوة الساخنة عليها. وأمام هذه المعاملة السيئة التي كانت تتلقاها النزيلات بدار الآمال، تحولت حياتهن إلى جحيم، وبعضهن غادرن الدار بإرادتهن لأنهن لم تتحملن هذا الوضع، وأخريات أجبرن على المغادرة من طرف الموظفة المذكورة. تفاعل كبير مع فيديو مسنات بمواقع التواصل الاجتماعي و تجدر الإشارة إلى أن هذه القضية تفجرت بعد اتصال إحدى المقيمات بجمعية خيرية لتقديم شكوى بعد طردها رفقة 34 مقيمة أخرى، ولم تبق سوى 04 نساء فقط هناك، و تنقل عندئذ عدد من الناشطين الجمعويين إلى الدار ونشروا فيديو حول أوضاع المقيمات في الدار عبر صفحات الفايسبوك، و لقيت القضية تعاطفا وتفاعلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد تدخل السلطات المحلية ، ممثلة في الأمين العام للولاية و مدير النشاط الاجتماعي تمكنت النساء اللائي اضطررن لمغادرة الدار من العودة إليها، وفي نفس الوقت لقيت القضية تعاطفا كبيرا من طرف سكان مدينة البليدة الذين هبوا لتقديم مساعدات مختلفة للنزيلات من بينها الطعام، حيث تزينت مائدة المسنات المقيمات في هذه الدار أول أمس بمختلف المأكولات والأطباق التي تبرع بها المحسنون، كما أضفى ناشطون في المجتمع المدني أجواء عائلية بعد الحادثة المذكورة. من جانب آخر نفى رئيس جمعية مساعدة الأشخاص المسنين «دار الآمال» أن يكون قد طرد مسنات من هذه الدار، و قال أن اللائي غادرن الدار كان ذلك بمحض إرادتهن، كما نفى أن يكون قد طرد الكاتبة السابقة، و في نفس الوقت نفى اتهامات بعض المقيمات بتحريض الموظفة المذكورة سابقا بالاعتداء عليهن.