الطهاة الرجال ينافسون "المناوليات" على الأعراس العائلية زاد الطلب على الطهاة الرجال لا سيما العاملين بالمطاعم و الفنادق الكبرى في الأفراح بعدما كانت "المناوليات" سيدات الموقف اللائي لا يمكن الاستغناء عنهن في الحفلات العائلية المهمة ومناسبات الزفاف بشكل خاص. "المناوليات" اسم يطلق على نساء ماهرات في الطبخ يكثر الطلب عليهن في الأفراح و غالبا ما يكن متقدمات في السن يتم اللجوء إليهن من أجل حسن تدبير و تسيير المناسبة و يتم الحجز بأجندتهن الطويلة فترة معتبرة قبل موعد العرس لكثرة الطلب على خدماتهن لا سيما في موسم الأفراح، و ليس هذا فحسب بل يتنقل أصحاب العرس إلى مناطق بعيدة و مدن مجاورة لجلب الطاهية المختارة مع ضمان حقها من أجر يومي و هدايا غالبا ما تتمثل في هبات يقدمها أهل الفرح للمرأة بعد التعب و الجهد الذي تبذله لإطعام الضيوف بألذ أصناف الطعام و الأطباق الشعبية، غير أن حرفة الطهي بالأفراح لم تعد حكرا على النساء مثلما في السابق بعد اقتحام الطهاة الرجال لهذا المجال لما برهنوا عليه من جدارة وتميّز في الخدمات حسب إحدى السيدات التي كانت تسأل صاحب قاعة للحفلات بالمنطقة الصناعية بالما بقسنطينة إذا كان الطاهي رجلا أو امرأة لأنها تفضل أن يكون طباخا بدل طباخة لثقتها الكبيرة في مهارة الطهاة الرجال على حد وصفها. و ذكرت ذات السيدة التي ترتب لعرس ابنها الذي سيتزوج في الأسبوع الأول من شهر جويلية بأنها جرّبت خدمات المناوليات طيلة سنوات، لكنها لم تكن يوما راضية على النتائج في نهاية الفرح لذلك كانت تصاب بحالة قلق و توتر كلما كانت لديها مناسبة ، لكنها بعد استعانتها بخدمات طهاة رجال سمعت عنهم من أصدقاء لها، باتت تشعر بالاطمئنان أكثر مثلما قالت. وأكد صاحب قاعة للحفلات بأن الطلب على الطهاة الرجال يتزايد من موسم إلى آخر، و ثمة من يحضرون طهاة يعملون بأفخم الفنادق و المطاعم لخبرتهم الكبيرة في تنظيم المآدب و الولائم و سرعتهم في التقديم أكثر من النساء. و قد شاطرته الرأي إحدى السيدات التي كانت تتفق مع صاحب قاعة الحفلات على تكاليف كراء القاعة لتنظيم حفل زفاف ابنتها، و علقت قائلة " زاد الطلب على الطهاة الرجال لتميزهم في تزيين الأطباق المقدمة ". و عند اتصالنا بطاه يعد الأكثر طلبا في قسنطينة حسب بعض ممن تحدثنا إليهم، أخبرنا بأنه مشغول جدا و لا يمكنه لقاءنا قبل أسبوعين لأن أجندة أعماله مليئة بمواعيد الأفراح هذه المدة بسبب اقتراب شهر رمضان. و قال لنا أنه عمل بإحدى الفنادق بشرق البلاد و يكسب مصروفا إضافيا بالأعراس العائلية. و لما سألناه كم يتقاضى كأجرة قال هذا الأخير ليس كثيرا بين 6000و 10000دج في اليوم حسب عدد المدعوين، فيما أكدت خالتي فاطمة "المناولية" بأن أجرتها لا تزيد عن 4000دج في العرس الواحد سواء حتى لو زاد عدد المدعوين عن ال2000شخص. و مهما يكن تبقى للمناولية مكانة مهمة في مجتمعنا لأنها تبقى المدبر الذي لا يمكن الاستغناء عنه في كل المناسبات العائلية المهمة.