صدرت في القاهرة مؤخرا الترجمة العربية لكتاب الروائي العالمي غابريال غارسيا ماركيز"ما جئت لإلقاء خطبة"، من ترجمة أحمد عبد اللطيف. وتعكس هذه الخطب- المنشورة في دار روافد للنشر والتوزيع- همّ ماركيز العام وقضايا الكتابة، وآماله في خلق عالم أفضل. وقال مترجم الكتاب أحمد عبد اللطيف إن الكتاب الجديد لماركيز يضم أشهر الخطب التي ألقاها ماركيز، في العديد من المناسبات، ومنها خطبة تسلمه جائزة نوبل للآداب عام 1982، لافتًا إلى أنه ليس صدفة أن تتساوى خطب ماركيز مع كتاباته الأدبية، وأنها تسلط الضوء أيضًا على جانب آخر مهم من حياة الكاتب الخاصة. وأضاف المترجم أن الفكرة الرئيسية للكتاب جاءت لتتحدث عن ماركيز المثقف، المهتم بقضايا العالم الثالث، والمقدم لمقترحات ربما لو وضعت في الاعتبار لتغير شكل الحياة، مشيرًا إلى أن هذه الخطب قالها ابتداء من السابعة عشرة من عمره وحتى الثمانين. وأوضح عبد اللطيف أن هذه الخطب عكست هم ماركيز العام وقضايا الكتابة، وآماله في خلق عالم أفضل، بالإضافة لحكاية دخول عالم الكتابة بالصدفة أو مجبرًا- على حد قول ماركيز- وهو الذي قدم أيضا وصفة سحرية للسلام والتقدم في العالم، عندما قال "فليحمل كل منكم كتابًا في حقيبته". وأكد عبد اللطيف أن ما دفعه إلى ترجمة هذا العمل من الإسبانية هو شغفه الخاص بماركيز، لتمتعه بعالم خاص في السرد والحكي، حيث يعد صاحب مدرسة خاصة "الواقعية السحرية"، وقدرته على شد القارئ إلى تلك العوالم الخاصة، وكذلك تكتيك الكتابة نفسه والتنقل السلس بين الحكايات. وأشار المترجم إلى ضرورة الاهتمام بعمليات الترجمة من اللغات الأخرى، وأنه من الضروري أن يتم تشكيل لجان استشارية، تضم شخصا واحدا على الأقل لكل لغة، للتنقيب عن الأعمال والكتب القديمة والحديثة، منتقدا مشاكل التوزيع والسعر التي لم يفلح المركز القومي للترجمة بمصر في التخلص منهما.