اكتشاف ورشة تزوّد الحراقة بقوارب مقابل 70 مليونا تمكنت، أمس الأول،عناصر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بالشط التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية الطارف ، من اكتشاف ورشة سرية لصناعة القوارب التقليدية التي تستعمل في تنظيم رحلات الموت بإتجاه الضفة الأخرى من المتوسط انطلاقا من السواحل المحلية لبلدية الشط . وقد تمكنت مصالح الأمن خلال العملية من توقيف 5 أشخاص تترواح أعمارهم بين 39سنة و 50سنة، يشكلون شبكة لتهجير الشباب، وحجز 3قوارب خشبية تقليدية الصنع موجه لعصابات وشبكات تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية . وذكرت مصادر أمنية، أن اكتشاف هذه الورشة السرية جاء إثر تحقيقات باشرتها المصالح المعنية، أفضت إلى تحديد مستودع حولته إحدى الشبكات إلى ورشة سرية لصناعة القوارب التقليدية التي تستخدم في تنظيم رحلات الموت، وهذا أمام تردد عدد من الشباب المرشحين للحرقة من مختلف الولايات على الورشة من أجل تزويدهم بقوارب خشبية . وقد عمدت المصالح الأمنية إلى ترصد نشاط صاحب الورشة، و شبكات تهجير الشباب التي يتعامل معها قبل أن تتم مداهمة منزل أحد البارونات الذي حوله إلى ورشة سرية لصناعة القوارب، ما مكن من العثور على 3قوارب خشبية تقليدية الصنع، و قاربين في طور الانجاز، وكميات من الخشب تستعمل في صناعة القوارب، و محركات بخارية، و أغراض أخرى تستخدم في صنع قوارب الحرقة، كما تم توقيف 4 أشخاص مختصين في صناعة القوارب يعملون بالورشة. وتوصلت أولى التحقيقات إلى أن الموقوف على صلة بنشاط أكبر الشبكات المنظمة لرحلات الحرقة بالشرق الجزائري انطلاقا من سواحل الشط، حيث كان يزود الشباب الراغبين في الهجرة بالقوارب الخشبية التي تبقى تفتقر للمواصفات التقنية، وهذا بمبالغ مالية تتراوح بين 40 مليون و70مليون سنتيم، حيث أن كل قارب يستوعب أكثر من 8 حراقة، و التي عادة ما تكون نهايتها مأساوية بسبب تعرض هذه القوارب إلى الأعطاب، وتحطمها في عرض البحر لعدم قدرتها على مقاومة الأمواج. في حين كشفت التحريات أن تزايد تنظيم رحلات الحرقة من بلدية الشط له صلة باستفحال نشاط الورشات السرية المختصة في صناعة القوارب، حيث تواصل المصالح المعنية تحقيقاتها للوصول إلى الشبكات، و الرؤوس الكبيرة التي تقف وراء تنظيم «الحرقة»، و الورشات السرية التي تزودها بالمعدات، لتوقيف كل المتورطين في هذه الظاهرة.