أفنديتش كان يملك مقوّمات النجاح مع المنتخب وتأسفت لطريقة رحيله أبدى لاعب المنتخب الوطني لكرة اليد هشام كعباش حسرته الكبيرة لغيابه عن المشاركة في كأس أمم إفريقيا، التي تنطلق غدا بالغابون، مضيفا بأن قرار الطبيب بعدم قدرته على المشاركة نزل عليه كالصاعقة، نظرا لرغبته الكبيرة في مشاركة زملائه هذا العرس الكروي بالغابون، ومساعدتهم على البروز و التألق، مرجعا عدم الاستقرار في الاتحادية و الطاقم الفني من أسباب تراجع مستوى المنتخب في السنتين الأخيرتين، و نقاط أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الذي خص به النصر مباشرة من نيم بفرنسا. حاوره: كمال واسطة تأكد وبصفة رسمية غيابك عن المشاركة في كأس أمم إفريقيا ما تعليقك ؟ كانت لي رغبة كبيرة في المشاركة في هذا الموعد القاري، من أجل مساعدة زملائي بخبرتي و تجربتي المتواضعة، أملا في البروز و التألق و تقديم مستوى لائق بمكانة كرة اليد الجزائرية. كيف استقبلت قرار طبيب فريقك نيم الفرنسي بإعفائك من المشاركة في البطولة، بسبب الإصابة ؟ كنت أمني النفس بالتواجد مع رفاقي في التربص الذي سبق موعد كأس أمم إفريقيا، لا سيما بعد تماثلي للشفاء و عودتي للتدريبات مع فريقي و قد عملت المستحيل خلال التدريبات، لكون بلادي في أمس الحاجة إلى خدماتي، لكن بعد معاينة طبيب الفريق لإصابتي على مستوى اليد اليمنى، كشفت نتيجة الفحوصات بأنني لم أشف نهائيا، و بالتالي لا يمكنني المشاركة في منافسة بحجم كأس إفريقيا للأمم التي تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا، و هو قرار نزل علي كالصاعقة و لا يمكنني مناقشته، و أريد بالمناسبة أن أقدم أسفي و اعتذاراتي للشعب الجزائري الذي يستحق الكثير من الانجازات، و كذا لزملائي الذين أتمنى أن يؤدوا مشوارا أفضل و مشرف في هذه المنافسة. منتخبنا تنتظره مأمورية صعبة في كان الغابون المنتخب الجزائري وقع في مجموعة تضم تونس، الكاميرون، الكونغو و منتخب البلد المنظم الغابون كيف ترى حظوظ الخضر في هذا المنافسة ؟ أملي كبير أن يحقق المنتخب الوطني نتائج أفضل في كان الغابون، لكن و بالنظر إلى ما عاشه المنتخب من مشاكل على صعيد عدم الاستقرار في الاتحادية و كذا على مستوى الطاقم الفني، أعتقد أنه لن يذهب بعيدا في هذه المنافسة، خاصة و أن مستوى المنتخبات الإفريقية في تطور مستمر، فلا يجب الاستهانة بمنتخبات الكاميرون و الكونغو، و لا حتى منتخب البلد المضيف الغابون، أما المنتخب التونسي فهو غني عن كل تعريف، و هو المرشح للوصول إلى المحطة النهائية رفقة المنتخب المصري. كيف تفسر الفوضى وعدم الاستقرار التي ظلت تعيش على وقعها عائلة كرة اليد الجزائرية سواء في الاتحادية أو الطاقم الفني ؟ أحمّلهم كامل المسؤولية خاصة البعض من عناصر عائلة كرة اليد. هل من توضيح أكثر ؟ عائلة كرة اليد الجزائرية تسودها علاقة حقد و كره فيما بين أفرادها، و هي من الأسباب الرئيسية وراء تراجع و تدهور مستوى كرة اليد في بلادنا، في وقت كان من المفروض عليهم طي الخلافات و الصراعات و الوقوف جبنا إلى جنب يدا واحدة، لتركيز الجهود و العمل على تحسين مستوى البطولة الجزائرية بما ينعكس إيجابيا على مستوى المنتخب الوطني، و خير مثال جيراننا في تونس و مصر. بعد فوزكم بكأس أمم إفريقيا شاهدنا تراجعا كبيرا لمستوى المنتخب، لدرجة أننا أصبحنا نعجز عن مقارعة المنتخبات الضعيفة، و كذا التأهل إلى المونديال و الأولمبياد ما رأيك ؟ كما قلت سابقا سبب التراجع يكمن في الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، فهي بمثابة الأساس في البناء إذا صلح كان البيت متينا، و إذا انهار سينهار المنزل لا محالة، وهذا ما يفسر مستوى كرة اليد في بلادنا، و يفسر أيضا تراجع مستوى الفريق الوطني، لا سيما بعد فوزنا بكأس أمم إفريقيا في عام في 2014، حيث دخل المنتخب في دوامة من عدم الاستقرار ترجمته النتائج السلبية و الإخفاقات المتتالية، لدرجة أنه لو جئت بخبير في كرة اليد و قلت له بأن الفريق فاز بكأس إفريقيا للأمم، وبعدها احتل المرتبة الأخيرة في بطولة العالم، فلا يصدق ويعتبر الأمر من المستحيلات السبع. وكيف السبيل لعودة المنتخب إلى المحافل الدولية ؟ مثلا بطولة العالم و الألعاب الأولمبية، تتطلب التحضير لها على الأقل لمدة 4 سنوات على التوالي، و لا بد من توفر عامل الاستقرار على مستوى العارضة الفنية بتواجد ناخب وطني واحد، و لا بد من تدخل السلطات العليا في البلاد، كما حصل مع منتخب كرة القدم، أما على مستوى الأندية فلا بد أن يتم انجاز عمل قاعدي في الفئات الشبانية، حتى تكون خزانا للمنتخب الوطني الأول، و يعود بذلك المنتخب إلى مستواه و مكانته على الصعيدين الإفريقي و العالمي. ما رأيك في مستوى فريق الأواسط في بطولة العالم التي احتضنتها الجزائر مؤخرا ؟ منتخب لا بأس به، و كان بإمكانهم تحقيق نتائج أفضل من تلك التي سجلوها في هذا المنافسة، و شخصيا أرى أن مرد ذلك إلى ضيق فترة التحضيرات، و الآن هناك بعض اللاعبين من منتخب الأواسط متواجدين في الفريق الأول، و هم بالتأكيد أمل المنتخب في دورة الغابون، و رغم صغر سنهم و نقص تجربتهم، بإمكانهم إحداث المفاجأة. الاتحادية سارعت إلى تعيين المدرب سفيان حيواني للإشراف على المنتخب هل تعرفه و ما رأيك فيه ؟ نعم أعرف المدرب الجديد سفيان حيواني شخصيا، لكنه لم يسبق و أن دربني و بالتالي لا أعرف طريقة عمله. وبشأن التشكيلة التي اختارها لهذا الموعد القاري ؟ صراحة أنا غير مقتنع بها تماما لعدة اعتبارات، مثلا في فرنسا يوجد 7 لاعبين محترفين ، و قام الناخب الوطني باستدعاء 4 لاعبين فقط، و لم يستدع بقية اللاعبين، صحيح هو حر في اختياراته لكونه المسؤول الأول على عملية اختيار اللاعبين الذين سيدافعون عن ألوان المنتخب في هذا المنافسة القارية، لكن عليه أيضا أن يتحمل المسؤولية. وكيف استقبلت خبر تعيين الاتحادية المدرب الصربي حسن أفنديتش على رأس المنتخب، ثم رحيله في ظرف وجيز ؟ استبشرت خيرا بتعيين المدرب الصربي لأنه مدرب غني عن كل تعريف، سبق و أن درب منتخب تونس، و حقق معه نتائج ممتازة، كما أنه معروف بقوته من الناحية التكتيكية، و يملك كل مقومات النجاح مع منتخبنا، و عليه فقد تأسفت كثيرا لرحيله، خاصة أن الطريقة التي تم بها رحيله مقلقة للغاية و غير مشرفة. قرار الطبيب بعدم مشاركتي في "الكان" نزل عليّ كالصاعقة ما هي أجمل ذكرياتك في مشوارك الرياضي لحد الآن ؟ فوزنا بكأس أمم إفريقيا، و الفرحة العارمة التي عمت كافة أرجاء البلاد، وبالمرة مساندة الشعب الجزائري لنا طيلة الدورة، وعليه فهو يستحق أن نفرحه و بالمناسبة أرفع له قبعة الاحترام، و فرحة فزنا باللقب شيء يعجز اللسان عن وصفه و التعبير عنه، و من أجمل الذكريات أيضا احترافي في نادي نيم الفرنسي. نعرج الآن على تجربتك الاحترافية في فريقك نيم الفرنسي ماذا استفدت منها ؟ تعلمت الكثير من الأشياء عند انضمامي لفريق نيم الفرنسي، مثل الانضباط و التعامل الأخوي بين المدرب و اللاعبين، واعتقد بأن هذه العوامل هي سر النجاح في أي فريق، و على العموم أفتخر بأن تعبي و جهودي منذ بداية مشواري في كرة اليد لم يذهب سدا، كما أن وصولي لهذا المستوى هو ثمرة للعمل و الجدية. ما هي الألقاب التي حققتها مع هذا الفريق ؟ للأسف منذ التحاقي بنادي نيم، لم أفز بأي لقب، لكننا أدينا موسما رائعا، و حاليا نحتل المرتبة الثانية في جدول ترتيب البطولة الفرنسية، و نطمح للتتويج بلقبها في نهاية الموسم. لعبت في البطولة الوطنية في فريق أمل سكيكدة، و الآن تلعب في البطولة الفرنسية ما الفرق بينهما ؟ لا مجال للمقارنة، و الفرق شاسع بين البطولة الجزائرية و نظيرتها الفرنسية، سواء من حيث الإمكانيات أو المستوى الفني و غيرها من الأمور. هل تتابع فريقك السابق أمل سكيكدة ؟ بطبيعة الحال أتابع نتائج الفريق، كلما سمحت لي الفرصة، لأن الوقت هنا ضيق جدا بفرنسا، و معظم وقتي أقضيه في التدريبات.