سفير إثيوبيا يؤكد اهتمام بلاده باستيراد المنتجات الجزائرية أكد أمس، سفير إثيوبيا في الجزائر سولومون أبيبي تيسيما بقسنطينة بأن حكومة بلاده مهتمة باستيراد المنتجات الغذائية الجزائرية وتعزيز التبادل التجاري، في حين اعتبر بأن الخلاف مع مصر حول سد النهضة لن يؤثر على مستقبل التعاون الاقتصادي مع البلدان العربية الأخرى بما فيها الجزائر. وعقد السفير الإثيوبي لقاء تواصل لنصف يوم مع أعضاء غرفة التجارة والصناعة لولاية قسنطينة على مستوى مقرها بوسط المدينة، حيث تبادل فيه معهم الرؤى، مقدما عرضا عن المقومات الاقتصادية لإثيوبيا، التي تعتبر واحدة من أسرع البلدان الإفريقية نموا في عدة مجالا، مبرزا أهم التسهيلات والامتيازات الضريبية والجمركية التي توفرها للمتعاملين الأجانب فضلا عن توفر عمالة بأجور تنافسية، حيث دعا مستثمري قسنطينة إلى زيارة بلده للإطلاع على مختلف الفرص الجديدة لتحقيق الربح، بعدما عقد لقاءات مماثلة مع مستثمري عدة ولايات جزائرية من قبل. وشدد نفس المصدر بأن سلطات بلده تفضل جلب مستثمرين أفارقة على رجال الأعمال من قارات أخرى، مشيدا بالعلاقة السياسة الجيدة مع الجزائر. وقدم السفير شروحا حول برنامج تنمية المناطق الريفية الذي تتبناه بلاده من أجل إحياء قطاع الفلاحة وربطه بالصناعة كخطوة ثانية، قبل أن يتطرق إلى الجانب السياحي الذي تتمتع به، حيث أشار إلى مجموعة من المعالم الدينية الإسلامية، على غرار مسجد النجاشي الذي دفن تحته مجموعة من الصحابة المهاجرين إلى الحبشة، بالإضافة إلى المعالم المسيحية. وقد دعا في نفس السياق المتعاملين في مجال السياحة إلى تنظيم رحلات إلى بلده، منبها بأن الحصول على التأشيرة لا يستغرق أكثر من يوم واحد، في حين نظمت بعض وكالات السفر رحلات من قبل إلى إثيوبيا. ودعا رئيس غرفة التجارة والصناعة "الرمال" إلى إنشاء مجلس أعمال إثيوبي جزائري من أجل تباحث سبل التعاون المستقبلية بين البلدين، كما تحدث المستثمرون الحاضرون عن المجالات التي يعملون بها وطرحوا أسئلة حول إمكانية اقتحام السوق الإثيوبية، في حين أوضح السفير بأن بلاده تسعى إلى التبادل مع الجزائر، كما أن لديها أولوية في استيراد المنتجات غير الموجودة بإثيوبيا على غرار المواد الصيدلانية والغذائية مقابل تصدير المنتجات التي تحتاجها الجزائر. ونبه نفس المصدر بأن العمل جار على مستوى السفارة من أجل تنظيم معرض بالجزائر للمستثمرين الإثيوبيين، في حين يمكن للجزائريين المشاركة في معرض اقتصادي كبير ينظم بإثيوبيا شهر مارس المقبل، بالتعاون مع غرفة الصناعة والتجارة.وطلب السفير من مسؤولي الغرفة تسجيل المستثمرين الراغبين في زيارة بلده لإرسالهم في بعثة واحدة. واعتبر السفير في رد على سؤال النصر حول تأثيرات الخلاف مع مصر بشأن سد النهضة، بأن المشكلة لن تؤثر على مستقبل التعاون الاقتصادي مع البلدان العربية بما فيها الجزائر كما أنه لا يرى أي داع لتعارض أية دولة منهم المشروع، لأن 85 بالمائة من مياه النيل تنبع من إثيوبيا ولن يلحق بناء السد أية أضرار بمصر وشعبها، كما قال إن السودان تدعم المشروع الذي سيستغل في إنتاج الطاقة الكهربائية، وستستفيد منها عدة دول مجاورة بما فيها السودان ومصر نفسها. ونبه محدثنا بأن إثيوبيا ليست مطالبة باحترام اتفاقية 1929 التي عقدت بين مصر وإنجلترا حول النيل لأنها اتفاقية استعمارية ولم تكن بلاده طرفا فيها، مدافعا عن حق كل دولة يمر عليها النهر باستغلال مياهه بشكل عادل وليس متساو، دون إلحاق الضرر بالآخرين.