قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، إن بلاده لا تعتزم الدخول في حرب مع السودان أو إثيوبيا، وسط الخلافات مع هذين البلدين بشأن حصص واستخدامات مياه نهر النيل. وأضاف السيسي في تصريحات له على هامش افتتاح مشروعات تنموية في محافظة المنوفية بثها التلفزيون المصري الرسمي: "مصر لا تحارب أشقاءها.. وأؤكد لكم يا مصريين وأقوله للأشقاء في السودان وإثيوبيا، مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شؤون أحد". ويعد ذلك أول تصريح للسيسي منذ تعزيز السودان لقواته العسكرية على حدوده الشرقية مع إريتريا إثر ما قال إنه "تهديد من قوات مصرية وإريترية هناك". ويخشى المصريون من أن يؤثر سد النهضة الضخم الذي تبنيه إثيوبيا على كمية المياه الواصلة إلى بلادهم، التي تعتمد كلياً على نهر النيل. وظلت مصر لوقت طويل تركز على أن لها حقوقاً تاريخية في استخدام مياه النيل، لرفض أي مشروعات على النهر، الذي يعد أطول أنهار العالم. ولمصر خلاف مستمر أيضاً مع السودان بشأن مثلث حلايب، الواقع قرب البحر الأحمر في منطقة حدودية غنية بالمعادن. ويدعي كلا البلدين السيادة عليه. بيد أنه يخضع حالياً للسيطرة المصرية. وتوترت العلاقات بين الخرطوموالقاهرة في الأسابيع الأخيرة حيث استدعى السودان سفيره في القاهرة للتشاور الأسبوع الماضي وسط سجال إعلامي حاد بين البلدين بخصوص ملفي سد النهضة وحلايب وشلاتين. وفي ماي، منع السودان استيراد المنتجات الزراعية والحيوانية المصرية. وطالب الرئيس المصري وسائل الإعلام المصرية بالحرص على ألا تكون هناك ألفاظ أو تصرفات مسيئة عند تناول تلك الملفات. وقال السيسي في خطابه المتلفز، إن سعي بلاده لتقوية جيشها "من مطالب الأمن القومي المصري، وطبقاً لمفاهيم الأمن أن يكون لديك قدرة عسكرية لحماية السلام الذي أتحدث عنه". وأضاف "نحن حريصون على أن نكون داخل حدودنا ولا نتآمر على أحد أو نتدخل في شؤون الآخرين". وقد أعلن الرئيس المصري الأسبوع الماضي، أن بلاده تبني معملاً ضخماً لتنقية ومعالجة مياه الصرف الصحي للتعامل مع أي شح محتمل للمياه. وزار وزير الخارجية المصري العاصمة الإثيوبية الشهر الماضي لإجراء محادثات بشأن مشروع سد النهضة على مجرى النيل الأزرق. ومن المتوقع أن يصل رئيس الوزراء الإثيوبي للقاهرة الأسبوع الجاري لعقد مباحثات رفيعة المستوى مع المسؤولين المصريين حول العلاقات الثنائية، حسب السفير الإثيوبي في القاهرة. وقد صمم السد الهيدروليكي الإثيوبي لإنتاج ستة آلاف كيلووات من الطاقة الكهربائية، أي ما يعادل إنتاج ستة مفاعلات نووية. وبدأ بناء السد في عام 2012، وكان متوقعاً افتتاحه في عام 2017، بيد أن وسائل الإعلام الإثيوبية تقول، إن نسبة 60 في المائة فقط قد أنجزت من بنائه.