عملية «تغيير مسار المعدة» الحل الأنجع لمحاربة السمنة أكد أمس البروفيسور لوسيان، مختص في الجراحة بالمنظار بمستشفى مدينة ليون الفرنسية، خلال يوم تكويني بعيادة نوفل بقسنطينة، بأن عملية تغيير مسار المعدة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، خاصة المصابين منهم بالسكري، حققت نجاحا باهرا و ثورة في مجال الطب، مشيرا إلى أنها لا تعالج مشكل السمنة فقط، و إنما تحارب عددا كبيرا من الأمراض الناتجة عن السمنة، كالسكري و الكولسترول و مشاكل الجهاز التنفسي و المفاصل، موضحا بأنها لا تكلف كثيرا و تتطلب وسائل متطورة، و ليس لها أي آثار جانبية. في يوم تكويني دولي حول الجراحة بالمنظار، شهد مشاركة أطباء جزائريين و فرنسيين، و أزيد من 100 جراح شاب في طور التكوين في تخصصات أمراض النساء، و الجهاز الهضمي، و الطب الداخلي، أكد البروفيسور لوسيان في مداخلة حول «عملية تغيير مسار المعدة لمعالجة السمنة»، بأن هذه العملية أصبحت وباء يهدد المجتمعات، مشيرا إلى أنه لاحظ بأن عددا كبيرا من الأشخاص في الجزائر يعانون من السمنة المفرطة ، التي تشكل خطرا كبيرا على صحتهم ، إذ تتسبب في الإصابة بالسكري و الكوليسترول و أمراض المفاصل و غيرها من الأمراض. و أضاف بأن الأدوية التي كانت توصف للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لم تثبت نجاعتها و مكلفة جدا ، كما لم تحقق الحمية الغذائية ،خاصة لدى المصابين بالسكري النتائج المرجوة، موضحا بأنه تم التوصل للحل الأمثل و الناجع لعلاج مشكل السمنة و الأمراض الناجمة عنها، و هو إجراء عملية جراحية تسمى «تغيير مسار المعدة» ، حيث أثبتت كل العمليات الجراحية التي أجراها بمستشفيات فرنسية نجاعتها لدى العديد من الأشخاص دون تسجيل مضاعفات صحية، و ذلك بنسبة فاقت 80 بالمئة . البروفيسور لوسيان قال بأن جراحة تغيير مسار المعدة جد مهمة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة بالجزائر، فهي تتطلب بنى تحتية و وسائل متطورة ، لكنها ليست مكلفة، موضحا بأنها لا تحارب السمنة فقط، و إنما تعالج كل الأمراض الناتجة عنها كارتفاع الكولسترول و المشاكل الهضمية و مشاكل الجهاز التنفسي، حيث تتغير شهية المريض بعد إجرائه للعملية مباشرة ، و لا تصبح لديه رغبة كبيرة في الأكل ، خاصة بالنسبة للأطعمة الغنية بالدهون و السكريات ، في حين تجعله يرغب في تناول الخضر و الفواكه و الأسماك. من جهته قدم الدكتور فرح الدين زرمان ، مختص في الجراحة العامة و الجراحة بالمنظار في عيادة نوفل بقسنطينة، مداخلة حول « أهمية المنظار شكله و مكوناته، و كيفية استعماله»، و أوضح للأطباء في طور التكوين و الجراحين الجدد ، بأن هناك تقنيات جديدة تضاف من حين لآخر لجهاز المنظار ، الذي يتكون من عدة أجهزة كجهاز التلفزة و كاميرا و جهاز لإطلاق الهواء و غاز ثاني أوكسيد الكاربون، مشيرا إلى أن هذا الغاز هو الأمثل مقارنة بالغازات الموجودة كالأوكسجين و الهيليوم ، لأنه يقي المريض من المضاعفات أثناء العملية، كما يتوفر على عديد الأجهزة الضوئية التي تساعد على رؤية كل الأحشاء و الأعضاء الداخلية بدقة. الدكتور زرمان قدم شروحات تطبيقية عن التقنيات الموضعية الواجب على الجراح الالتزام بها أثناء العملية، مشيرا إلى هذه التقنيات تختلف حسب نوع العملية، محذرا من ارتكاب أخطاء قد تتسبب في مضاعفات صحية للمريض، كما تحدث عن الحوادث التي يمكن أن تقع أثناء إجراء العملية الجراحية نتيجة عدم الإلمام بطريقة استعمال الجهاز و مواكبة تطوراته، كحرق الأمعاء أو إصابة الأوردة، و هذه الحوادث من الممكن أن تؤدي إلى وفاة المريض. كما تحدث في مداخلته عن جراحة تغيير مسار المعدة من أجل محاربة السمنة ، موضحا بأن العملية تستغرق ساعة أو ساعة و نصف ، و المريض بإمكانه أن يغادر المستشفى بعد يوم من إجرائها و يأكل بشكل عادي، و يشعر المريض بالشبع بعد تناول كمية قليلة من الطعام، لأنه لا يمر على معي الاثنى عشر الذي يحتوي على هرمون يحفز المخ على إرسال الرغبة بالأكل. و قدم البروفيسور محمد بوعروج من عيادة نوفل مداخلة حول جراحة بطانة الرحم بالمنظار و الحالات التي تتطلب إجراء عمليات جراحية و عدم الاكتفاء بالأدوية ، و تحدث عن أهمية الجراحة بالمنظار في الجزائر و النظرة المستقبلية لهذه الطريقة ، لكونها تتمتع بجوانب إيجابية ، و من بينها تماثل المريض للشفاء بسرعة ،و يمكنه أن يزاول عمله في الأسابيع الأولى من إجراء العملية. اليوم التكويني الدولي يختتم اليوم، بعد التعرف عن قرب على آخر تقنيات الجراحة بالمنظار، بتنظيم ورشات تكوينية وعمليات جراحية بتقنية المنظار تحت إشراف مختصين من فرنسا ، للتعريف بطرق إجرائها و أهمها عملية تقليص حجم المعدة.